السعودية / نبأ – هكذا انطلق الروائي الجزائري كمال داود في مقاله في صحيفة كوتيديان دوران الفرنسية. المقال تبنته صحيفة نيويرك تايمز الأميركية أيضا فنشرته مترجما للإنكليزية بقلم جون كولين.
غضب الصحافة الغربية على المملكة السعودية تجسد بهجوم أميركي فرنسي مزدوج هذه المرة على المملكة شريكة الحكومات الغربية في لعبة الشطرنج في الشرق الأوسط والغافلة عن فكرها الوهابي الذي صنع داعش.
يمضي صاحب رواية “ميرسو تحقيق مضاد” بالقول إن الغرب الذي يرحب بالحكومة الدينية في السعودية على أنها حليف له، يتظاهر بعدم ملاحظته أنها أكبر رعاة فكر ثقافة التشدد في العالم. فالأجيال الصغيرة بين المتطرفين فيما يسمى بالعالم العربي لم يولدوا على أنهم “جهاديون”. فقد نشأوا على نوع من “الفتاوى”، وهي نوع من الفاتيكان الإسلامي مع صناعة واسعة تنتج علماء الدين والقوانين الدينية والكتب وسياسات تمهيدية عدوانية وحملات إعلامية.
هكذا يقدم الكاتب الجزائري المملكة السعودية على أنها داعش التي صنعت نفسها. فالمملكة .. الحليف الاستراتيجي للغرب .. تعتمد على تحالف مع رجال دين يصدرون الوهابية، ويشرعونها وينشرونها، ثم يدعون لها ويدافعون عنها. والوهابية هي الشكل الأكثر تزمتاً من أشكال الإسلام، الذي يتغذى عليه تنظيم داعش. ووفقا للكاتب الذي يشرح التأثير العميق لمحطات التلفزة الدينية في نشر ثقافة التشدد الديني وهو ما تفعله آلاف من الصحف والمجالات المتشددة ورجال دين وهابيون يفرضون على الفضاءِ العام رؤيةً إقصائية للعالم والتقاليد والملابس، وهي رؤية تظهر في تعبير الحكومة عن القوانين، وعلى عادات المجتمع التي يظنون أنها مدنسة.
وباعتقاد الكاتب فإن اعتداءات باريس ساهمت في إبراز حالة انفصام كاملة في المملكة تجلت في ردات فعل الصحف الرسمية المتشددة على الجريمة باعتبارها نتيجة للهجوم على الإسلام وأن الغرب هو أرض الملحدين في وقت يرسل القادة السياسيون تعازيهم إلى فرنسا ويدينون جريمة ضد الإنسانية.
وفي الختام يحذر الكاتب أن لدى “داعش” أمّاً، وهي غزو العراق. ولكن له أبٌ أيضاً وهو السعودية ومجتمعها الصناعي الديني. ويقول سيموت “الجهاديون” فقط كي يولدوا من جديد في أجيال المستقبل ويتربوا على الكتب نفسها التي تُطبع باسم الوهابية.