تباين بين أبوظبي والرياض حول الأزمة السورية

السعودية / نبأ – محاولة للخروج من العباءة السعودية… هكذا وصف المراقبون الموقف الإماراتي المغاير للأزمة السورية والتدخل الروسي الأخير فيها.
وكانت دولة الإمارات وهي طرف في مجلس التعاون الخليجي، لم توقع على البيان الذي حمل توقيع السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وعددا من الدول ، والذي طالب روسيا بوقف إستهداف الجماعات السورية المسلحة.
كذلك فقد أكد وزير الخارجية أنور قرقاش أن أحدا لن يستاء من القصف الروسي لداعش في سوريا، كما أنه شدد على حرص بلاده على عدم تفكيك المؤسسات الحكومية السورية خلال الفترة الإنتقالية مقابل الإصرار السعودي على رحيل الرئيس بشار الأسد.
في السياق، أشارت معلومات إلى توافق إماراتي مصري أردني على دعم العمليات الروسية في سوريا، ما يعني أن التحالف بقيادة السعودية ضد اليمن لن يكون له بصمة في الملف السوري، حيث تحضّر الرياض مؤتمرا لجمع أطياف سياسية وعسكرية سورية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زار أبوظبي في وقت سابق من شهر نوفمبر، وذكرت التصريحات الرسمية أن الملف السوري كان حاضرا في اللقاءات التي عقدتها كيري مع المسؤولين الإماراتيين والتي انضم إليها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ولم يخفِ كتّاب سعوديون مقرّبون من دوائر القرار الرسمي وجودَ تحالف موازٍ تنضوي تحته الإمارات، في قِبال التحالف السعودي الذي يجمع أنقرة والدوحة ودولا أخرى.
مراقبون أشاروا إلى أن الموقف الإماراتي من التدخل الروسي في سوريا له عدة أسباب وبينها المصالح المشتركة. حيث شهدت العلاقات الروسية الإماراتية تطورات كبيرة في المجالات الإقتصادية والعسكرية .
كما أن ولي عهد إمارة أبو ظبي، محمد بن زايد، قام بزيارة إلى موسكو بعد أيام قليلة من بدء روسيا عملياتها في سوريا أدت إلى الإتفاق على استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار.
الموقف الإماراتي دعمه أيضا التوتر في العلاقات الإماراتية التركية وخاصة بعد الفوز الأخير لحزب العدالة والتنمية في الإنتخابات، والذي إعتبره مدير شرطة دبي ضاحي خلفان أنه يأتي ضمن ما وصفه بمشروع تفتيت الوطن العربي .
وبين الأسباب المتعددة وراء الموقف الإماراتي البعيد عن السعودية من الأزمة السورية، تطرح التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين وإمكانية عودة التنافس على المحاور الإقليمية التي يؤجهها تباين أعضاء في مجلس التعاون الخليجي.