السعودية / نبأ (تقرير خاص) – يبدو جلياً حبر آل سعود في إعلامهم، الذي يجزم بأنّ المقاومة الفلسطينيّة لن تحقق نصر، لا بل هي سبب الدمار لأهل غزّة، فبعض من أطلق أنامله على قيثارة آل سعود سمّوا من يصدّون الإحتلال بـ"المقاومة الغير محسوبة" على أنها في غير محلها، هكذا ترجم إعلاميّو الملك كلمته.
الكاتب عبدالله حميد الدين في صحيفة الحياة يرى أنّ المقاومة عبثية، وغير محسوبة، المقاومة المحسوبة تبعاً لفكر آل سعود تكون عندما لا تكون بوجه إسرائيل، على هذه القاعدة تفتح الصحف المقرّبة أوراقها لدعاوي الجهاد في سوريا والعراق. نعم، هكذا تعمل ماكينة آل سعود بالتشهير بالمقاومة برؤوس أقلام المستكتبين الذين إسترسلوا في لوم الضحية إلى أن برروا للعدو مجازره التي هزّت مشاعر كل إنسان، ووضعوا هذه الجرائم في خانة الدّفاع عن النفس.
صحيفة الشرق الأوسط عنونت تقريراً للكاتب عبد الله بن بجاد العتيبي بعنوان «حركة حماس.. ابتزاز وهزيمة»، يجزم الكاتب بأنّ الحل بالمقاومة غير واقعي وغير منطقي ومستحيل التطبيق في ظل توازنات القوى محليا وإقليميا ودوليا.
يبرز الكاتب في تقريره الحلول للقضية الفلسطينية منذ عام 1948، مستعرضاً حلول العرب في الستينات والسبعينات وصولا إلى الثمانينات والتسعينات حيث ذهب العرب إلى خيار السلام مع إسرائيل في مبادرة الملك عبد الله للسلام التي وافقت عليها الدول العربية.
ويصل الكاتب ليجزم هو الآخر أن كل ما ستجنيه حركة حماس اليوم بضعة آلافٍ من القتلى والجرحى من شعب غزة، معتبراً أنّ "هدف حماس من هذه الحرب هو محاولة استعادة وهج جماعة الإخوان المسلمين" التي تمّ إعلانها إرهابية في مصر والسعودية والإمارات.
لا يتوانى الإعلام المقرب، عن لوم المقاومة على وجودها، فيأيتك الكاتب المرموق من خلف مكتبه، منظراً بقلمه العبثي، ينظر، على نهجٍ كاملٍ أثبت نجاحه في الوقوف أمام المشروع الأكبر المرسوم للشرق الأوسط.
في المقابل يرى المعلق السعودي البارز جمال خاشقجي "إن القضية الفلسطينية كانت الشيء الذي يوحد العرب كلهم لكن الآن هناك خلافات على كل شيء" خلافات على إبداء التعاطف وخلافات نتيجة المبادرة المصرية التي أيدتها السعودية، أو بالأحرى هو هذا كل ما فعلته المملكة طوال السبعة وعشرين يوماً من العدوان على أهل غزّة.
وتابع أن "من السهل أن يوجد مقال في صحيفة عربية يلوم حماس على العدوان الإسرائيلي في غزة مضيفا أنه من قبل حتى الكتاب الذين لديهم مثل هذه الأفكار كانوا يخجلون من نشرها".