السعودية / نبأ – في المواقفِ الفاصلة، شكّل الشيخ عبد الكريم الحبيل المحورَ الذي أعاد إنتاج الخطاب المطلبيّ للشيخ الشّهيد، وأكّد الحبيل بأنّ شهادةَ صاحب العمامة المذبوحةِ لن تفلح في محو ذكراه، أو اقتلاع المطالب الوطنيّة التي نادى بها.
موقف الشّيخ الحبيل لم يخرج عن الإطار العام للنهج المطلبيّ الذي يؤكد على أنّ السلميّة الحضاريّة هي واقعٌ قائم في القطيف. وهو موقفٌ ترسّخ بعد الحضور الوطنيّ الواسع للمنطقة الشرقيّة في مواكب تشييع شهداء التفجيرات الإرهابيّة التي طالت مساجد وحسينيات المنطقة خلال العام الماضي، إلا أنّ الرهان الذي يظلّ محلا للتداول: هو ماذا بعد إعدام الشيخ النمر؟ ومنْ يكون خليفته في قيادة الحراك؟
الخطابُ الأخير للشيخ حسين الرّاضي حرّكَ مياهاً أخرى في هذا السّياق.
من موقعه الدّيني المرموق، سجّل الشّيخُ الراضي موقفاً أبعد في إدانةِ جريمةِ الشيخ النمر، وأكّد الرجلُ الذي يحملُ درجة الاجتهادِ، بأنّ التحدي أمام السعوديةِ هو أن تُثبت أنّها قادرة على الاستماع للرأي الآخر، ومن غيرِ أنْ تُحاصره بين السّجنِ أو الإعدام.
بمعزلٍ عن المواقف الدّينيّة، فإنّ الطبقة العلمائيّة في القطيف معنيّةٌ باستيعاب الإرث الذي تركه الشيخ الشّهيد، والبدء في الاستثمار العمليّ لنتائج شهادته المدويّة في الداخل والخارج، وهو أمرٌ لا ينبغي أن يتجاوز الرهانَ على الكوادر والنشطاء الفاعلين على الأرض، والذين حملوا على عاتقهم، منذ الإعلان عن جريمة الإعدام، مسؤوليّة رفْع الصّوت في مملكة القمع.