السعودية / نبأ – لا تزال الرّياض تصرُّ على سياستها الإندفاعيّة المتشدّدة، وهي تلعبُ هذا الدّور عبر وسائطها من رجال الدّين المتشدّدين تارة، وعبر وكلائها الصّغار، مثل النّظام في البحرين.
إلا أنّ النتائج على الأرض لا تبدو لصالح العائلة الحاكمة في السعوديّة، التي تجد نفسها اليوم في خندقٍ واحدة مع إسرائيل ضدّ إيران واتفاقها النووي مع الدّول الكبرى.
حتّى الآن، تقتنع المملكة السعوديّة بأنّ ارتداء ثوبها الجديد يمكن أن يحميها من الأزمات والتحديات الخارجيّة.
ثوبُها المنقّط بدماء اليمنيين، واللغة الطائفيّة، أصبح مورِداً لانتقاداتٍ من كلِّ مكان، وجاء إعدام الشّيخ نمر النمر ليكون العلامة الأكبر على أنّ سياسةَ الهجوم السعوديّة لن تُسفِر إلا مزيدٍ من القناعة لدى الرأي العام بأنّ المحور السّعوديّ الذي تزّعم الثورات المضادة؛ أضحى محفوفاً بشرِّ أعماله.
يقول أمين عام حركة أحرار البحرين، سعيد الشهابي، بأنّ الرياض تجني ما يصفه ب"الارتدادات السّلبية" لسياساتها القائمة على العدوان والاستبداد، في حين أنّ الأموال النفطيّة لم تفلح في تحقيق الأهدافِ المرجوّة مع تزايد النظرة إلى النظام السعودي على أنّه مصدرٌ لدعم الإرهاب وتمويله.
هذا الإنكشاف لن يتوقف عند حدود الرأي العام الذي بدأ يجهرُ بالسّخط من الوهابيّة التكفيريّة، ويرجّح الشهابي أن يمتد الموقف العلميّ السّاخط إلى حدود الحلفاء التقليديين للسعوديّة، ولو بنحو تدريجيّ.
سلاح النفط، كما هو سلاح الطائفيّة، آخذٌ في الارتداد أيضاً على السعودية، يُضاف إليه الفشلُ الذريع الذي تواجهه السياسات الإقليميّة للسعوديّة، والذي يختصره اليمن، بعد أن تحوّل إلى مقبرةٍ للغزاة، في ظلِّ اقتناع العالم بضرورةِ التسوية السياسية التي كانت السعودية ترفضها جملةً وتفصيلاً.
منْ يفضِّل أن يقدِّم النصائح للسعوديّة، يذهب إلى دعوة الرياض لتدارك الأمورِ وإيقاف الطيْش والكفّ عن منهجيّةِ إغراق المنطقة بالتوتر، فهذه الوسائل لم تعد ذات جدوى لترحيل الأزمات أو تأجيل انفجارها. ولو المملكة لا تريد أن تسمع إلا نفسَها.