السعودية / نبأ – يشكل البدء في تنفيذ الإتفاق النووي الإيراني، إنفراجة في العلاقات بين واشنطن وطهران.
إنفراجة يبدو أنها ستكون على حساب السعودية الحليف القديم للولايات المتحدة
وبينما تنفي واشنطن عزمها تغيير تحالفاتها في الشرق الاوسط، يشير محللون الى رغبتها في إقامة توازن بين القوتين الاقليميتين الممثلتين بإيران والسعودية.
توازن سيسهل إنسحاب الولايات المتحدة من الشرق الاوسط للتوجه الى منطقة اسيا والمحيط الهادئ
وهي السياسة التي يسعى الرئيس اوباما لانتهاجها منذ عام الفين وتسعة بحسب ما يقول الباحث في مؤسسة كارنيغي فريديريك ويري.
إلا ان الاحداث التي تسارعت مؤخراً، والتي وصلت الى حدّ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية بطهران، اعتبر ويري أنها قضت على طموحات أوباما لإرساء هذا التوازن.
لكن من جهة ثانية، لوحظ ولعله لأول مرة حياد اميركي في قضية تتعلق بالقوتين الإقليميتين.
وهذا ما يمكن إستنتاجه من الموقف الاميركي في قضية إعدام الشيخ نمر النمر، حيث كانت ادارة اوباما حذرت من إعدامه وعقب توتر العلاقات بين ايران والسعودية دعت واشنطن للهدوء ولم تبد انحيازا لحليفتها القديمة.
وهذا ربما ما رفع مستوى الغيرة الاستراتيجية التي يقول الباحث ويري إن السعودية تشعر بها تجاه ايران، ويضيف أن هناك تخوفاً لديها من ان تميل الولايات المتحدة نحو ايران، مقيمةً مرة جديدة شكلاً من التوازن الاقليمي، على غرار ما قام به الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي، باعتماده استراتيجية الركنين الاساسيين التي تستند في نفس الوقت الى الرياض وطهران لضمان الامن في الخليج.
في الإطار نفسه، يرى السفير الأميركي السابق ونائب رئيس معهد بحوث اعلام الشرق الاوسط ألبرتو فرنانديز، أن الولايات المتحدة قامت بمجازفة في تقاربها مع إيران، متسائلاً كيف يمكن اعادة الدفء الى العلاقات الأميركية مع ايران دون اغضاب الحليف السعودي.