إمام وخطيب المسجد الحرام يدافع عن سياسة الإعدامات

مكة المكرمة/ نبأ – هذه الحال التي تبدو عليها المملكةُ، في الداخل وفي الخارج.

بعد قصيدة “الجنادريّة” التي رسم خارطة الطريق المذهبيّة للمملكة، لا تجد الرياض قدرةً على الصّبرِ على سوء الأحوال، فتزيد في السوءِ سوءاً، وفي الحروبِ اشتعالاً، كما يقول معارضون.

الوحْل اليمني لا زال يتعسّر على السعودية الخروج منه. إلا أنّ الهروبَ من المأزق لا يكون إلا بالبحث عن دعايةٍ جديدةٍ تُتيح للمملكة التغطية على إخفاق الداخلِ، وعجْزها عن ردْع الإرهاب على مواطنيها ومساجدهم.

إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس، يتولى جزءاً من هذه الدعاية ضمن فريق الخطباء الذين لم يتحرّك لسانهم طويلا في الدفاع عن أهالي المنطقة الشرقية ومساجدها، ولكنهم وجدوا متسعاً من الوقت للدفاع عن سياسة الإعدامات والقتل، كما فعل الشيخ السديس الذي وصف المنتقدين لهذه الإعدامات ب”الأفاعي السامة”.
يتحدث السديس من منبر المسجد الحرام عن قيم المملكة الراسخة والثابتة. ويعود إلى منبع التكفير، ويستشهد بالشيخ ابن تيمية ليبرّر أحكام القتل التي تمارسها المملكة والتي تصدر عن محاكمات غير عادلة ولا تتوفر فيها أبسط معايير حقوق الإنسان، كما يؤكد التقرير الأخير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.

نار الإرهاب التي تكتوي بها السعودية، كما يقول عادل الجبير، ويردّد معه خطيب الحرم المكي، لن تجد من المملكة بأمرائها وشيوخها ما يدفع للاعتقاد بأن الرياض بريئة من تمديد هذه النار وتأجيجها، والدليل هو مباركة الملك سلمان لقصيدة الجنادرية سيئة الصيت، وامتناع رجال الدين التابعين للمملكة عن مقاربة جدية للإرهاب التكفيري، وهم الذين امتنعوا عن زيارة أهالي شهداء الأحساء ومواساتهم بالقول والعمل.