السعودية/ نبأ – اقتحمت آلياتٌ عسكرية ومئات الجنود الاثنين 18 أبريل/نيسان 2016م بلدة “عمق” جنوب مكة المكرمة، وأجبروا سكانها البالغ عددهم 1500نسمة على مغادرة بيوتهم بعدما اعتقلت العشرات منهم، لتبدأ الجرافات بهدم البيوت.
وسائل الإعلام الرسمية بادرت إلى الزّعم بأن البلدة شُيّدت على أرض حصلت عليها وزارة المالية بأمر ملكي في عام1990م، وقالت إن المستشار الخاص للملك سلمان وأمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، أصدر أمراً بإزالة البلدة.
وأظهرت عشرات من مقاطع الفيديو والصور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ العشراتِ من رجال الشرطة وهم يطلقون النار في الهواء، ويلاحقون المحتجين من ابناء البلدة، فيما ظهر جنودٌ آخرون وهم يسحبون نساءً بالقوة من أمام منازلهن، للسماح بالجرافات بهدمها، فيما بدا في أحد هذه المشاهد المصوَّرة رجلٌ واقعٌ على الأرض وتغطي ملابسه الدماء.
وفي مقطع فيديو آخر ظهر العشرات وهم محتجزون داخل حافلة شرطة وبينهم أطفال. وتذمر المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر من كثرة الأراضي ذات المساحات الكبيرة.
وتحت وسم “ازالة قرية عمق جنوب مكة”، اعتبر المغردون ان ذلك يؤثر على الحياة المعيشية للمواطنين، ويساهم في ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات داخل المدن، كما يشكل معاناة للمواطنين المطرودين من منازلهم.
وقال آخرون ان السلطات ما زالت تمارس أبشع أنواع الظلم والاستبداد بحق المواطنين عندما قررت ازالة قرية عمق.. محملين السلطات تبعات قراراتها.
ويقول ناشطون محليون بأن إزالة البلدات والبيوت في السعودية أمرٌ يتكرر بشكل شبه أسبوعي، بزعم أن الأراضي يملكها نافذون في البلاد وغالبيهم أمراء من العائلة الحاكمة.
وحصل كثير من النافذين في البلاد على “هباتٍ” تتمثل في أراضٍ تتجاوز مساحتها ملايين الأمتار المربعة، وفقاً لوسائل إعلام سعودية، وهو ما أدى إلى أزمة سكن وصفتها صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير نشرته الاثنين 18 أبريل/نيسان، بـ “الحادة”، حيث إن ما بين 70 إلى 80 في المئة من المواطنين لا يملكون سكناً.