السعودية/ نبأ – ليس من عادة الملك سلمان ان يذهب إلى مطار الرياض لاستقبال الملك عبد الله الثاني، أو حتى بعض القادة العرب والاجانب.
هي أشبه بالرسالة التي قدّمها الملك سلمان حينما ذهب بنفسه إلى المطار لاستقبال الملك الأردني في زيارته الأخيرة إلى المملكة.
الزيارة المفاجئة توقف عندها المراقبون بقدْر كبير من التحليل، ولاسيما حينما أصرّ الملك سلمان على أن يكون حاضراً في الاستقبال، رغم مرضه الذي زادته الزيارات واللقاءات الأخيرة داخل المملكة وخارجها.
العلاقات الاردنية السعودية لم تكن على ما يرام في الفترة الاخيرة، وبالتحديد منذ ان تولى الملك سلمان العرش. كان لافتا ان الملك الاردني غاب عن الحفل الختامي لمناورات “رعد الشمال” قبل شهرين، وحضرها في اليوم التالي، كما غُيب عن حضور القمة الخليجية التي انعقدت قبل اسبوعين في الرياض، التي حضرها الملك المغربي محمد السادس.
لم يكن الملك الأردني حاضراً في الترتيبات التي جرت بين القاهرة والرياض، وربّما تل أبيب، في شأن البحر الأحمر، وخاصة بعد منْح مصر جزيرتي “صنافير” و”تيران”، والإعلان عن الجسر بين مصر والسعودية، وهو الجسر الذي قد يدمر المنطقة الحرة في العقبة، وحركة النقل البحري الاردني مع شرم الشيخ، وتجارة الترانزيت الموازية لها.
زيارةُ محمد بن سلمان إلى الاردن، ولقائه بالملك الأردني في العقبة، لم تنجح في ترطيب الاجواء، ولكن ابن سلمان وضع ما يُشبه الشروط لتحسين العلاقة بين البلدين، وعلى رأسها انضمام الأردن في حفلة المواجهة مع إيران، وهو ما تحركت باتجاهه الأردن عبر البيان المشترك بين ابن سلمان والملك الأردني واستدعاء سفيرها في طهران.
الإقليمُ الملتهب، وخاصة في اليمن وسوريا يدفع الرياض لإلحاح المساعدة من عمّان، وهي تجد أزمتها الطاحنة وديونها الخارجية التي تجاوزت حاجز الـ35 مليار دولار؛ عاملاً لطأطأة الرأس قليلا أمام المملكة.