السعودية/ نبأ- لم تتوقف الصحف الرسمية، وبرامج التلفزيون في المملكة؛ عن الترويج لما تُسمى الرؤية السعودية 2030.
مقالات وبرامج صورت الرؤية التي أعلنها ولي ولي العهد محمد بن سلمان على أنها إنقاذ للمملكة وإقتصادها، وكأنها المنقذ الأخير الذي سيرسم مستقبل البلاد ويُجنّبها كاثة ما بعد النفط.
هذا الأمل التي حاولت الرؤية إعطاؤه إلى جمهور البلاد وإلى الخارج، أعاد إلى الذاكرة فشلا متراكما كان يظهر أكثر كلّما أعلنت الحكومة السعوديّة عن مشروع جديد أو تحوّل من تحولاتها الجديدة
الكاتبة إيمان القويفلي، إستذكرت في مقال لها في صحيفة العربي الجديد اللندنيّة، البروباغندا التي إفتعلتها الحكومة السعودية في العام 2006 حين أعلنت ما سمي حينها: السعودية الجديدة.
هذا المشروع الذي كان يُطرَح على أنه مشروع للتحول الإقتصادي وتمحور حول الإستثمار، غُلِف بما تصفه القويفلي بطوفان كاسح من الدعاية اليومية، ومُنع أن يواجَه بأي أي سؤال أو استفسار حول جدواه وفعاليته.
بعد سنوات إنقلبت الآية وانكشفت الصورة، وتم الإعلان عن فشل هيئة الاستثمار وخططها ومدنها التي كانت مسؤولة عن المشروع، لتصبح نموذجا للفشل وبيع الوهم في المملكة.
هذا النموذج الوهمي لم يكن المثال الوحيد، ولعل الشّاهد الأبرز على ذلك هو سيارة غزال واحد التي تغنى بها الملك السابق عبد الله، واعتبرها باكورة الإنتاج السعودي.
السيارة التي دشنها الملك عبد الله منذ ستّ سنوات، حظيت بتغطية إعلامية رسمية واسعة وتم الإعلان عنها لتكون افتتاحا للريادة العالمية بعد عامين على العمل عليها. إلا سيارة غزال اختفت من الصحف ومن الشّاشات، ولم يعد أحد يذكر عنها شيئا.
والحال كذلك على مشروع ناقلة الجنود التي بعثت مشاعر الفخر والإعتزاز للسعوديين كما عبرت وسائل الإعلام السعودية بصفتها صناعة عسكرية محلية.
الأمل والفرح ملأ كلّ وسائل الإعلام وهي تعلن عن مصفحة سعودية الصنع في معرض عسكري، وأعتبرت حينها بأنها تأسيس لدعم القطاع العسكري.
المشاريع الوهميّة التي تتساقط بين مرحلةٍ وأخرى هو مزيج من بيع الوهم إلى جمهور سئم من الدعايات والرؤى التي لم يعد يصدّقها ولو توالت على الترويج لها كلّ الأمبراطورية الإعلامية للمملكة.. فالمؤمن لا يُلدَغ من جحره مرتين.