لبنان / نبأ – أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن لديه يقينًا بـ "أننا سندخل إلى القدس"، مؤكدًا أن "العدو الصهيوني تورط في عدوانه الجديد علي غزة"، ومعتبرًا أن "انتصار المقاومة في غزة يؤخر أي عدوان صهيوني علي لبنان".
وفي سياق حديث مطول أجرته معه صحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرت قسمًا منه اليوم الخميس، لمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لانتصار المقاومة في حرب تموز 2004 أشار السيد نصر الله إلي أنه يميل إلي اعتبار أن ما حصل في غزة "هو تدحرج، لأن الاسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت، بمعنى انه ما من احد خطط للحرب"، معربًا عن أسفه لاتهام المقاومة بأنها "ذهبت الي الحرب لكي تحيي دورها السياسي او لإحياء المحور التركي والقطري والاخواني، أنا لا اري ذلك".
وقال: "الاسرائيلي الذي يراقب تطورات المنطقة وتحولاتها ليس مستعجلاً علي الحرب، لكن عندما تتدحرج تصبح هناك فرصة وتهديد، الاسرائيلي هنا يود الاستفادة من الفرصة، والمقاومة تواجه هذا التهديد وتحاول ان تحوله الي فرصة هكذا نفهم ما جري، الطرف الاسرائيلي رأي انه طالما ذهبنا الي المواجهة فهذه فرصة، وخصوصاً ان غزة محاصرة والعالم العربي ممزق، والوضعين الاقليمي والدولي في مزاج آخر وكذلك اهتمامات الشعوب العربية في الأيام الأولي، ضرب العدو كل الأهداف التي لديه معلومات عنها ومع ذلك استمرت الصواريخ تطلق من قطاع غزة لذلك وجد نفسه امام مشكلة كبيرة".
أضاف: "أما المقاومة وطالما ان الحرب فرضت عليها فهذه فرصتها لرفع الحصار لذلك واضح ان المقاومة لا تبحث عن نصر معنوي او عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وانما عن انجاز حقيقي هو رفع الحصار، ولو كان مكلفاً، وهذه نقطة قوة للمقاومة اولاً لأن هذه ارادة كل فصائل المقاومة في غزة وثانياً لأن هناك ارادة شعبية حقيقية في موضوع رفع الحصار".
وقال: "الاسرائيلي في تقديري، علق (تورط) وهو حاول كثيراً ان يستفيد من أضرار حرب تموز، منذ بداية حرب غزة كانت حرب لبنان الثانية حاضرة في الاعلام الاسرائيلي". مشيرًا إلي أنه تابع الحرب علي غزة منذ بدايتها. وقال: "ليس واضحاً لدّي ما هو الهدف، ولا يوجد كلام رسمي نهائي، أحدهم يتحدث عن اسقاط نظام حماس وآخر عن نزع سلاح المقاومة، أو وقف الصواريخ، او منع دخول الصواريخ او تصنيعها او تدمير الانفاق، حتي موضوع الاسيرين يتجاهلونه ما امكن، لأنهم يعرفون انه لا يمكن استعادتهما من دون تفاوض ومن دون ثمن، ولن يصلوا اليهما بالضغط السياسي او العسكري".
وعما إذا تلقي حزب الله طلباً بالتدخل المباشر، أجاب السيد نصر الله: "الأخ موسي (أبو مرزوق) تحدث في هذا الموضوع، لم يتحدث أحد معنا من بقية الفصائل واعتقد ان الكل يتفهم". مضيفًا: "خطوط الاتصال بيننا وبين حماس لم تنقطع في يوم من الأيام حتي في الفترة التي قيل فيها عن تراجع العلاقة، خطوط الاتصال قائمة والتواصل دائم كان يمكنه هو او احد قيادات حماس ان يطلب مناقشة الأمر، اما طرحه في الاعلام، ففي رأيي يثير تساؤلات ولم أجده مناسباً لا اريد ان احلل، والأصل هو حسن النية والتفهم ، ربما رأي ان الظروف صعبة قليلاً فطرح الفكرة، لكن موضوعاً بهذه الأهمية والخطورة لا تتخاطب به عبر وسائل الاعلام، ولذلك لم نعقب علي الطلب اعلامياً لأن هذا الأمر يناقش في ما بيننا، وما إذا كانت هناك مصلحة أم لا".
وردًا عن سؤال آخر أعرب السيد نصر الله عن اعتقاده بأن الحرب علي غزة أخّرت الحرب علي لبنان، "لكن لا يمكنني أن أقول كثيراً او قليلاً، لأنه ليس واضحاً ضمن أي ظروف أو معطيات يمكن الاسرائيلي ان يشن حرباً".
وأشار إلي أن العدو الصهيوني يضع شروطًا لأي حرب جديدة علي لبنان منها "أن يكون النصر، سريعاً لا يستغرق وقتاً، ولا تتحول الحرب استنزافاً وقصفاً للمدن" وأن يكون حاسماً لا محدوداً او مؤقتاً، وان يحقق كل الأهداف لا أهدافاً متواضعة، وأن يكون واضحاً لا نقاش فيه" حيث استهدافاتها، ومن حيث قدرات المقاومة وامكاناتها الصاروخية وفي المجالات المختلفة العدو لا يحتمل حرب استنزاف ونراه حالياً مضغوطاً مع ان عدد الصواريخ الذي يطلق من غزة علي تل ابيب وغيرها محدود جداً. هو يتحدث عن فعالية القبة الحديدية، لكن هذا فيه نقاش، لأن القبة الحديدية قد تتمكن من اسقاط عدد محدود من الصواريخ، لكنها ستواجه مشكلة حقيقية في وجه عدد كبير من الصواريخ".
وإذ أشار السيد نصر الله إلي أن مشكلة غزة الآن انها بين مشكلتين: "مشكلة ثقة مع الاسرائيلي وهي مشكلة اساسية وجوهرية وبين انها اصبحت واقعة بين محورين قطري ـ تركي ـ ومصري ـ سعودي ـ اماراتي"، أوضح أنه اقترح علي المسؤولين الايرانيين "أن يتصلوا بالأتراك والقطريين والمصريين وبالسعوديين ولو عبر الامارات او عمان، بالنسبة الي محور المقاومة، لسنا معنيين بتسجيل نقاط او بتوظيف حركة مقاومة في حسابات داخلية او اقليمية هناك هدف اساس هو وقف الحرب علي غزة ورفع الحصار".
وقال: "في اوقات الاشتباك الأولوية هي ان يحكي الناس مع بعضهم بعضاً، لكن في غمرة الأحداث، كان الموقف المصري مثلاً، صعباً ، فيما شنّ رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان هجوماً شخصياً علي الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي حتي القطريون، ومن خلال الجزيرة كان موقفهم سلبياً من مصر، اذا كانت تريد مساعدة غزة فإنه يجب ان تحكي مع مصر، والفلسطينيون انفسهم يقولون ان أي حل او تسوية غير ممكنة بمعزل عن مصر، هذا يتطلب من هذين المحورين اللذين تقع غزة بينهما بشكل او آخر ان تتقدم اولوية غزة علي كل النقاشات والصراعات الأخري، وهو ما لم يحصل حتي الآن في الشكل المناسب".
وأكد السيد نصر الله أن موضوع غزة "بالتأكيد سيكون لذلك تأثير دافع في العلاقة بين حزب الله وحماس، وبين حماس والجمهورية الاسلامية الإيرانية"، موضحًا أن «موضوع سوريا مختلف ومعقد، ويحتاج الي وقت وهو رهن التطورات الاقليمية، وليس له افق في المدي المنظور".
وردًا عن سؤال عمّا إذا كنا سندخل الي القدس، أجاب السيد نصر الله: "لدي يقين بذلك". واعتبر أن "أخطر المشاكل التي نواجهها الآن، سواء في المزاج اللبناني او في المزاج العربي، ان نصل الي وقت تعتبر فيه شعوب المنطقة وجود اسرائيل طبيعياً، وانها لا تمثل تهديداً للمنطقة ولا لشعوب المنطقة، وان اسرائيل اذا كانت مشكلة، فهي مشكلة للشعب الفلسطيني فقط، لا لكل شعوب المنطقة، وهذا الكلام مرتبط بالسياسة وبالأمن وبالاقتصاد".
أضاف السيد نصر الله: "اسرائيل اولاً هي كيان غير شرعي وهي تهديد للمنطقة وهي تهديد دائم لكل المنطقة، ولا يمكن التعايش مع هذا التهديد، ولذلك يجب ان يكون الهدف النهائي لهذه الأمة هو ازالتها من الوجود، بمعزل عن كل المشاكل والحساسيات، وعن كل ما حصل او يمكن ان يحصل بين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، بين الشيعة والسنة، بين المسلمين والمسيحيين كل النزاعات والحساسيات والخلافات والصراعات لا يجوز ان تسقط ثقافة ان اسرائيل غدة سرطانية، وهي شر مطلق، وخطر علي كل شعوب وحكومات هذه المنطقة، وعلي كرامتها ومقدساتها، وبالتالي الهدف النهائي يجب ان يكون ازالتها".
ولفت إلي أن موضوع الصراع مع العدو الصهيوني من منظور عقائدي "لا يمكن أن يقارب النقاش فيه علي الاطلاق"، موضحًا أنه "في الموضوع العقائدي تضيق المساحة الشعبية التي تتأثر بالمزاج وبالعواطف، حيث يؤكد الناس ان لديهم موقفاً عقائدياً من موضوع اسرائيل، وهو موقف لا علاقة له بما اذا كنا متصالحين مع الفلسطينيين او مختلفين معهم. وبالتالي صلة حزب الله بالصراع مع العدو الاسرائيلي، وحتي بالوقائع الميدانية داخل فلسطين لا نقاش فيها".
(نبأ / الأخبار / وكالة إيرنا)