السودان/ نبأ – على مدار السنوات الماضية عانى السودان من إهمال المستثمرين العرب رغم محاولة حكومته تذليل العقبات وتحفيز الاستثمارات الخارجية إلا أن تغييرا ملحوظا في توجهات المستثمر الخليجي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة.
تراجع أسعار النفط، والرغبة في منافسة إيران، وزيادة حاجتها لتنفيذ برامج الأمن الغذائي، حوّل دول الخليج إلى الاستثمار في السودان. ويصل حجم الاستثمارات الخليجية الحالية في السودان إلى نحو 23 مليار دولار، وتعد السعودية أكبر مستثمر خليجي فيه إذ إن استثماراتها الزراعية هناك ارتفعت من 7 في المئة في عام 2013م، إلى 50 في المئة في عام 2015م.
وفي ظل التوجه الاقتصادي السعودي يتوقع أن ترتفع استثماراتها لنحو 15 مليار دولار خلال العام 2016م. وتعد السودان الأهم بالنسبة للسعودية؛ بسبب موقعها الاستراتيجي الأقرب، ولامتلاكها إمكانات وموارد طبيعية زراعية مما جعلها وجهة الاستثمار الجديدة جراء انخفاض أسعار النفط واستنزاف الموارد السعودية في الأزمات الخارجية.
وفي مايو الماضي انعقدت أعمال الملتقى السوداني الإماراتي في «أبوظبي»؛ وفيه نُوقشت مشاريع استثمارية بنحو 16 بليون دولار مع الإمارات ثاني مستثمر في السودان.
وفي فبراير/شباط 2016م، أعلن جهاز الاستثمار في السودان، أن الاستثمارات الكويتية، بلغت تسعة مليارات دولار، ويعد من أبرز الاستثمارات الكويتية في السودان مشروع سكر كنانة، الذي تمتلك الكويت 33 في المئة منه، بجانب استثمارها في مجال الاتصالات عبر شركة زين السودان، بينما تبلغ استثمارات قطر بنحو 1.7 مليار دولار.
يؤكد مدير تحرير صحيفة “لوسيل” الاقتصادية «عادل الباز» أن «السودان ظلّ منذ استقلاله، وحتى الآن غير قادر على أن يكون سلة غذاء العالم العربي، بالرغم من امتلاكه موارد ضخمة، وذلك بسبب عدم وجود رؤية للتطور الزراعي. لكن الاقتصاد السوداني قد يبدأ بالتحرك مع تحرك المصالح الحليجية فيه.