فلسطين المحتلة/ نبأ – صحوة عربية مفاجئة تجاه فلسطين، لم يكن لها سابقة او نظير، اذ يسعى وزراء الخارجية العرب للتمسك برداء المبادرة الفرنسية بكل ما تضمتنه من مطالب وبنود لصالح دولة الإحتلال.
المبادرة الفرنسية التي عُدلت مرات عديدة لترضي رغبات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لا تزال مرفوضة من قبل تل ابيب، الا ان دولا عربية تستميت من اجل العمل بها، وتطبيقها، على الرغم مما تحمله من خنوع وخضوع واستهانات.
خلال اجتماعهم الاخير، شدد وزراء الخارجية العرب على أن بلدانهم تدعم المبادرة الفرنسية الرامية لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وطالبوا بوضع سقف زمني للمفاوضات.
وتتضمن المبادرة الفرنسية، العودة إلى حدود عام 1967م بين “إسرائيل” والدولة الفلسطينية المستقبلية، معتبرة القدس عاصمة للدولتين، فضلا عن تحديد مدة عامين حدا أقصى أمام المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي، اضافة الى مواكبة دولية لعملية السلام، مع ترك المفاوضات لـ”إسرائيل” والفلسطينيين.
لكن ما حوته المبادرة يبرز بشكل واضح انه تلبية لرغبات الكيان الاسرئيلي، اذ انها خلت من أي شروط مسبقة وحرصت على عدم فرض أي إملاءات دولية على “إسرائيل”، كما لم تتطرق الى تنبيه اسرائيل الى ضرورة وقف الاستيطان، في القدس والضفة، اذ استخدمت عبارات فضفاضة تمكّنت من خلالها تجاهل حق العودة، ووكرّست الاحتلال للقدس الشريف من خلال اعتباره عاصمة للدولتين.
في ضوء ذلك، فإن هذه المبادرة لا مستفيد منها سوى الكيان، لكن الاستغراب تولّده الاستماتة العربية لتطبيقها، وفي هذا الإطار شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، نزار مدني، عن تأييد بلاده للمبادرة الفرنسية، زاعماً أنها أعادت القضية الفلسطينية للصدارة، بعد انحسارها بسبب الأحداث التي جرت فى المنطقة منذ العام 2011م.
كذلك أكدّ وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم تمسكهم ودعمهم لتلك المبادرة. ولكن السؤال يبقى، ماذا وراء الصحوة العربية المفاجئة نحو فلسطين المحتلة؟ وأي اثمان سيدفعها الفلسطينيون مقابل هذه المبادرة؟