لبنان، السعودية/ بنأ – أينما تحلّ السعودية، يحلُّ معها الفساد والأزمات. لا تفرّق المملكة بين عدو وحليف، ففي لحظة ما، تقرر اقصاء حليفها، وتتعامل معه كأنه لم يكن،، تماماً كما يحصل الآن مع تيار المستقبل في لبنان.
الازمة المالية في الرياض، ارخت بظلالها على مؤسسات النائب سعد الحريري المدعوم من الرياض، مشهد سعودي اوجيه يتكرر اليوم في تلفزيون “المستقبل”، الذي لم يدفع رواتب موظفيه منذ أشهر نتيجة الشح المالي.
ازمة تلو الاخرى، تعصف بالمؤسسات الحريرية، حتى وصل الامر الى الجهاز الامني للمؤسسات التابعة لتيار المستقبل، منهم حراس الأمن الشخصيين، المولجين بتأمين الحماية لكل المكاتب والمقرات والوزراء والنواب والقيادات في التيار، حيث تم ابلاغهم بأن الشهر الحالي هو الشهر الأخير لهم في الوظيفة، كما أن عليهم مراجعة الدائرة القانونية التي ترعى شؤونهم، لتسـوية أوضاعهم وقبض رواتبهم المتأخرة وصرف تعويضاتهم، وفق ما رشحت الانباء عن مصادر مطلعة.
مراقبون يقولون ان تسريح العدد الكبير من العاملين اليوم هو خطوة اولى ستلحق بها خطوات عدة، ستشمل قطاعات أخرى في “التيار”، مثل جهاز المرافقين، ومن ثم الموظفين في بعض المقار والمؤسسات الحزبية، وصولا الى المؤسسات الاعلامية التي يجري نقاش حول جدوى استمرار فتح بعضها، اضافة الى اعادة ترتيب أوضاع تلفزيون “المستقبل”.
من هذا المنطلق، فإن ما يحصل في “البيت الازرق” يطرح العديد من التساؤلات حول الدعم السعودي المتراجع للحريري ومؤسساته، خاصة انه سبق وتحدث متابعون عن نية محمد بن سلمان بإقصاء سعد الحريري والعمل على انهائه السياسي.
متابعون، تساءلوا عن تباين آراء الحكام في السعودية اتجاه الحريري وتياره، وماذا تريد المملكة منه بالتحديد وهل ما يزال يشكل خيارها الأول في لبنان؟
وعلى نتيجة هذه الاسئلة، فإنه يتحتّم على الرياض اظهار موقف محدد وواضح من الحريري، حيث ان الازمة المالية وصلت ببعض المسؤولين داخل التيار الى اقتراح فتح باب المساهمات المالية وهو ما يفضح المستور من الازمات.
في كل الاحوال، فإن مصير ما يقارب 700 موظف سيؤول الى البطالة بداية شهر يوليو/تموز 2016م في انتظار ما ستؤول اليه نتائج السعودية من مواقفها من التيار.