السعودية، روسيا/ نبأ – في أوائل شهر يونيو/حزيران 2016م عقدت شركة النفط السعودية العملاقة “أرامكو” منتدى في موسكو يستهدف الشركات الروسية، وكان الهدف المُعلن هو إبلاغ دوائر الأعمال الروسية حول مشاريع الشركة.
وقتها أشار عدد قليل من المحللين إلى أن هذا الحدث كان تأكيدًا واقعيًا للرغبة السعودية في إقامة علاقات تجارية وثيقة مع روسيا. ورغم الإشارات الإيجابية التي أطلقها الاجتماع إلا أنه لا يوجد عمليًا أي تجارة أو علاقات اقتصادية بين البلدين يمكن الحديث عنها. وعلاوة على ذلك، لا تزال الرياض وموسكو منافسين رئيسيين في أسواق النفط.
بعد أربع سنوات من تهدئة العلاقات الثنائية حيال الملف السوري قررت الرياض أخيراً فصل طموحاتها السياسية عن علاقاتها الاقتصادية لإقامة شراكة استراتيجية شاملة مع روسيا.
يقول ستيفان إفوف في موقع “نيو إسترن أوتلوك” إن أي مزاعم تقارب اقتصادية بين المملكة وروسيا تبدو مجرد هذيان في أحسن الأحوال. ويعتبر إفوف أن مزاعم كهذه تخلق وهما داخل المؤسسة السياسية الروسية بأن الرياض تريد تكوين صداقات مع روسيا لكنه يحدد مسار المملكة الفعلي بأنها تريد استخدام لعبة التعاون المزعوم مع موسكو للضغط على واشنطن وتفاقم أي توترات في العلاقات الروسية الإيرانية.
لم يكن ينتظر من اجتماع تجميد إنتاج النفط في الثاني من يونيو/حزيران بين أوبك والمنتجين الرئيسيين الآخرين تحقيق انفراجة حقيقية بشأن تجميد الأسعار. وبرأي إفوف فإن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أخطأ بعدم حضوره الاجتماع الذي حاول الرئيس الروسي إنجاحه بمحاولته التقريب بين السعوديين والإيرانيين.
يشعر السكان في روسيا بتدهور اقتصادي الآن. صحيفة فيدوموستي الروسية ذكرت أنه للمرة الأولى منذ 10 سنوات بدأ الروس بخفض احتياجاتهم الأكثر حيوية. فيما تبدو روسيا محظوظة أمام أعضاء آخرين في منظمة أوبك مثل فنزويلا ونيجيريا وليبيا والعراق.
كلفت الاستراتيجية السعودية روسيا الكثير كما يقول إفوف. لا ينبغي صمود أي أوهام روسية بعلاقة متينة مع المملكة إذ تبدو الخطة السعودية الوحيدة الآن تجاه روسيا مبنية على المضي قدما في خطة خنق الاقتصاد الروسي.