لبنان/ نبأ – النائب سعد الحريري لم يعد رجل السعودية الاول في لبنان، هذا ما تؤكده المعطيات، إلا أنه لا يزال يحاول التمسّك بعباءة المملكة ليلتحف بها.
في خضمّ الازمات المتلاحقة على الرياض وانعكاسات مواقفها على الحلفاء، لحق بالحريري حجم ليس ببسيط من خسائر الدعم السعودي، أكان المادي منه في خسائر سعودي اوجيه او المعنوي المتمثل بما ألمح قبل ايام السفير علي عواض عسيري بأن سعد هو قناة مؤثرة في لبنان، لكنه ليس رجل السعودية الاول.
تتجه الرياض الى الاعتماد على شخصيات اكثر فعالية داخل لبنان، ساعية للاستغناء عن الحريري خاصة عقب الانقسام داخل البيت الازرق بعد نتائج الانتخابات البلدية في لبنان، التي ادت الى الانقسام، وبروز الوزيرالمستقيل اشرف ريفي كشخصية جاذبة للمملكة، اذ وجدت فيه شخص يعتمد عليه لتنفيذ سياساتها في بيروت.
ولكن، زعيم تيار “المستقبل” لم يرضَ بالهزيمة وبقيت عيونه شاخصة ناحية المملكة، رافضا الانكسار امام ريفي الذي يحاول الجلوس مكانه، وتوجه اليه من دون ان يسميه قائلاً: “إن النخبة من أهل الخير والوفاء لن تسلّم مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبعض الأوهام الصغيرة والمزايدات التي لا طائل منها”، في اشارة منه الى الانقسام الذي ولّدته الانتخابات البلدية.
وخلال رعايته افطار رمضانياً، اعترف الحريري بكل ما فعله بإشارة من حكام الرياض، معترفاً بأنه سعى لتنفيذ المبادرة السعودية في لبنان، واضاف “أنا من شربت كأس السّم! أنا من ذهبت إلى سورية لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل”، حسب تعبيره.
ومع كل هذا، فإن الرياض تجهد لايجاد البديل الاقوى لدعمها في لبنان، والمتمثل في وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، حيث لم تجد بالحريري كل ما يحقق لها مصالحها، فاتجهت لاختيار رأس حربة جديد يمكن من خلاله تنفيذ اجندتها في هذا البلد.
لبنان البلد المتعدد للطوائف، سعت الرياض لفترة طويلة على احداث شرخ بين احزابه المنقسمة الى شطرين، واشعال الفتنة الا انها فشلت، لكن هذا الفشل الذي منيت به، دفعها لخلق شرخ جديد في صفوف الفريق المدعوم من قبلها، الامر الذي يؤكد سياسة المملكة العدوانية تجاه البلاد والاشخاص، ويبيّن ان لا صاحب لها، فهي تختار الوقت المناسب لها للتخلي عن ادواتها .