إيران/ نبأ – “على المسلمين أن يعتبروا يوم القدس يوماً لجميع المسلمين، بل لجميع المستضعفين، إنه يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، بل هي قضية كل الموحّدين والمؤمنين في العالم، السالفين منهم والمعاصرين واللاحقين”، هذا ما قاله مفجر الثورة الاسلامية في ايران الامام روح الله الموسوي الخميني.
قبل 37 عاماً، وفي خضمّ انتهاكات الاحتلال “الاسرائيلي”، للمقدسات والانسانية في فلسطين المحتلة، قرر الامام الخميني تحديد يومٍ للقدس.
يومٌ اختير لتنبيه كل العرب والمسلمين والمسيحيين الأحرار المتحررين من الغرب، من إن الخطر محدق بالجميع وليس مقتصراً على الشعب الفلسطيني، واختار لهذه الغاية آخر يوم جمعة من شهر رمضان من كل عام ليكون يوماً للتضامن مع القدس والشعب الفلسطيني، واعتبره الامام الخميني يوماً من أيام الله، وأعطاه بعداً دينياً شرعياً فضلاً عن البعد السياسي لتبقى القضية الفلسطينية هي المركزية والأساسية للعرب والمسلمين.
يوم القدس اعتبر مدخلاً لإعادة اللحمة بين الشعوب الإسلامية، التي تعيش تحت نير الاحتلال الغاصب، واكتسبت القدس أهمية تاريخية، وحضارية، وتراثية، ودينية، وثقافية وإنسانية، كما انها اختزلت فلسطين كلها فيها.
القدس هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول (ص) ومعراجه، مولد المسيح وقيامه، وهي مهد الديانات وأرض الرسل والأنبياء، وهي التي تميزت بموقع استراتيجي عبر التاريخ، جعلها محط صراع الإمبراطوريات القديمة، ومحوراً للصراع بين الدول للسيطرة عليها حاضراً ومستقبلاً، الى حين دخول الاحتلال عام 1948م، وسعيه الى اقامة كيانه، وما تبع ذلك من حروب دموية.
في العقد الرابع من انطلاقة يوم القدس العالمي، لا يزال الخطر على الأمة قائماً، والغدة السرطانية لا يُدرأ خطرها إلا بإزالتها بالكامل، فكيان الاحتلال لا ينفك يمدّ يده للنيل من المقدسات رافضا انهاء احتلاله، في وقت لا يزال بعض العرب يغطون في سباتهم العميق متناسين عظمة القدس الشريف. ولكن السؤال المطروح اليوم، أين الجميع من القدس؟