السعودية، مصر/ نبأ – بشكل ملفت للنظر توسع خلال العامين الأخيرين دعم المملكة السعودية لمؤسسة الأزهر في مصر ضمن المساعي التي تبذلها السعودية خلال الفترة الأخيرة لتعزيز سيطرتها على المؤسسة التي تعتبر نفسها أكبر مؤسسة دينية ممثلة للمسلمين السنة في العالم.
بقول تقرير إخباري إن الدعم السعودي يطرح الكثير مكن الأسئلة عن إمكانية تحول هذا الدعم لسيطرة كاملة من جانب السعودية على الأزهر، ومدى إمكانية تحول الأخير إلى فاعل سياسي، في ساحة الصراعات المُقبلة.
التقرير الذي نشره موقع “ساسة بوست” أوضح أن نفوذ المملكة داخل مؤسسة الأزهر، تحقق عبر قنوات متعددة. في صدارة هذه القنوات يأتي ضخ الأموال لتمويل مشاريع كبرى داخل المؤسسة الأزهرية، خصوصًا مع الضائقة المالية التي تمر بها الأخيرة.
ولفت التقرير في هذا الصدد، إلى أن ولاية الملك سلمان، تزامنت مع توسع مصادر تمويل السعودية لمشاريع مؤسسة الأزهر، حيث شملت تمويل الفضائية الرسمية التابعة له.
مسارات أخرى ترعاها المملكة أيضا، كتنظيم لقاءات واجتماعات مشتركة، بين شيوخ الأزهر والمسؤولين الرسميين بوزارة الأوقاف السعودية، وإطلاق مبادرات للأزهر، تتولي هي رعايتها بشكل غير مباشر.
السياق الأوسع لاهتمام المملكة البالغ بمؤسسة الأزهر تظهره الوثائق التي سربت من وزارة الخارجية السعودية مؤخرا. في طليعة الأهداف السعودية تدعيم استمرار القطيعة بين مؤسسة الأزهر وإيران، وقطع أي طريق لمساعي بعض شيوخ الأزهر، كالشيخ الأزهري الراحل محمود شلتوت، في تضييق مساحة الخلاف بين المسلمين من السنة والشيعة.
اتساع حجم نفوذ السعودية في الأزهر يعلق عليه وكيله عباس شومان بالقول إن التقارب الأخير يأتي في سياق دور أكبر لمؤسسة الأزهر، تدعمه مصر والمملكة معا، مؤكدًا أن هذا الدور يشمل استعادة النفوذ العالمي للأزهر في المنطقة العربية، وكذلك الوقوف ضد التشيع السياسي، حسب تعبيره.
وجهة نظر تتطابق مع ما سبق وقاله الجنرال السعودي السابق أنور عشقي حين أكد أن المملكة تدعم الأزهر لأنها تدرك تعاظم الخطر الذي تشكله إيران على العالم الإسلامي وهو ما يأتي في سياق التحريض على الكراهية الدينية التي ترعاها المملكة.