الإمارات، السعودية/ نبأ – رأى كتاب ومراقبون أن الهجوم العنيف الذي شنه مؤخرا عدد من المسؤولين السياسيين والإعلاميين الإماراتيين على رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” يوسف القرضاوي لا يستهدف الأخير في حد ذاته وإنما يستهدف منع حصول أي تقارب مهما كان نوعه بين السعودية والإسلاميين.
وفي هذا الإطار يقول أستاذ الأخلاق السياسية في “مركز التشريع الإسلامي والأخلاق” في قطر، محمد مختار الشنقيطي إن باعتقاده أن الأهداف هذه المرة أكبر من مجرد شخص القرضاوي، وأنها ترجع إلى خشية بعض الأطراف من أي تقارب سياسي ولو كان سلاما باردا بين الدولة المركزية في الجزيرة العربية وهي السعودية، وبين القوى السياسية الإسلامية، التي دخلتْ بعض الجهات حربا ضدها، أدت إلى استنزاف الأمة ماديا ومعنويا، وانكشاف دول الخليج العربية سياسيا واستراتيجيا، وفتْح أبواب العنف والاضطراب والخراب في المنطقة كلها.
وأشار الشنقيطي إلى أن التوقيت الذي جاءت فيه موجة الهجوم الجديد على الشيخ القرضاوي، تدل على أن المستهدف الأول منها هو إحراج السعودية، التي زارها الشيخ مؤخرا، والسعي إلى منعها من أي تعاون أو حتى تعايش مع القوى السياسية الإسلامية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يحتد فيها السجال بين دولة الإمارات والقرضاوي، فقد كانت حكومة الامارات قد استدعت في فبراير من العام 2014م السفير القطري المعتمد لديها لتقديم احتجاج رسمي على خطبة القاها الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي في قناة الجزيرة القطرية، رأت فيها إهانة للإمارات. وقد جاء ذلك على خلفية انتقاد القرضاوي للحملة التى شنتها الامارات ضد “الاخوان المسلمين”.
ولذلك يقول الشنقيطي إن هذه القوى الإسلامية هي العمق الاستراتيجي الحقيقي للسعودية وللخليج. وبرأيه الشنقيطي أنه ليس من مصلحة دول الخليج خاصة استهداف القرضاوي، ولا استهداف القوى السياسية الإسلامية التي يمثل القرضاوي أحد وجوهها العلمية.
وحذّر الشنقيطي من أن التورط في حرب عدمية من هذا النوع يدل على قصر نظر سياسي، وعمىً استراتيجي، بالإضافة إلى أنه خطيئة شنيعة.