السعودية/ نبأ – شكّلت رؤية 2030م تأرجحات في السعودية اكثر مما شكلت حلول، ام لعل الحلول السريعة للازمات لا تكون ناجعة في الكثير من الاحيان.
“تسونامي ديموغرافي” في السعودية: كيف تهدد التركيبة السكانية خطط الإصلاح؟، تحت هذا العنوان، اورد موقع “فير اوبزرفر” تقريراً يحاكي واقع التركيبة السكانية في المملكة، وكيف لا تتناسب الخطط الاصلاحية معها.
لفت التقرير الى ان خطة التحول الوطنية أسالت لعاب المجتمع المصرفي والاستشاري، اذ أن أصحاب المصلحة هؤلاء يبحثون عن رسوم الاكتتاب في “أرامكو”، وإصدارات السندات القادمة والاستثمارات والعائدات، مشيرا الى أن التفاؤل بشأن التغيير هو أمر غير مؤكد، هذا مع خضوع العمالة الوافدة للضريبة لأول مرة.
وحول المشاكل المتفاقمة في المملكة، اوضح التقرير أنه لا يمكن حلها عن طريق الهندسة المالية، لان البلاد تعاني اختلالا عميقا، بسبب سنوات من فائض عائدات النفط وخلق ثقافة الاستحقاق عند السكان السعوديين، في حين اصبح سعر النفط اليوم اقل بكثير مما يلزم لمعادلة ميزانية المملكة.
هذا، وأضاء التقرير، على ما اسماه “تسونامي” ديموغرافي، موضحاً ان الرياض لا يمكن ان تستمر في دعم أنماط حياة الرفاه والمشاريع الكبرى مع انطلاق رؤيتها الجديدة، وان الناتج المحلي لكل السعوديين سينخفض كثيراً، الا ان هذا الامر سيستثني أعضاء الأسرة المالكة.
وأشار الى ان التراجع والفقر سيولد افكارا سياسية جديدة ستقلب الموازين، لان الشباب المتعلم سينصدم مما سيواجهه، خاصة الشباب السعوديين الذين تلقوا تعليما وكانوا يتوقعون حياة جديدة، موضحا ان هذا الامر سينطوي على خطر عظيم على الأوضاع.
ولفت التقرير الى ان الايرادات السعودية تعتمد بأغلبها على النفط، ويعمل في القطاع العام السعودي أكثر من ثلثي المواطنين، بالإضافة الى إعانات البطالة والإعانات الأخرى. وهذا بالطبع لا ينطبق إلا على المواطنين ، وليس للعمال الأجانب وأسرهم علما أن المغتربين يشكلون حوالي ثلث السكان.
وعلى الرغم من أن المملكة لا يوجد لديها ديون وتحتفظ بحوالي 600 مليار دولار من قيمة الأصول الثابتة مثل أرامكو، فإن التركيبة السكانية هي “تسونامي” لن تكون الحواجز المالية قادرة على احتوائه يختم التقرير.