السعودية، روسيا/ نبأ – في 22 يوليو/تموز 2016م أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن استعداد السعودية لمساعدة روسيا في أن تصبح قوة عظمى في الشرق الأوسط وأنها ستتمتع بنفس تأثير ونفوذ الاتحاد السوفياتي.
قال الجبير إنّه مقتنع أنّه سيكون من المنطقي بالنسبة لروسيا أن تتمتع بعلاقات وثيقة مع السعودية، بدلًا من مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد، نظرا لأنّ موسكو قد تصل إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي وتحصل على استثمارات حقيقية.
يقول بيتر ليفوف في موقع نيو إيسترن أوتلوك إنه بعد محاولات الانقلاب الفاشبة في تركيا وعلى ضوء التقارب المحتمل بين موسكو وأنقرة أجبرت واشنطن الرياض على إطلاق حملة اقتصادية ضد موسكو مرة أخرى.
يشير ليفوف هنا إلى أن موقف الرياض يتأثر بشكل كبير بالاتحاد الأوروبي الذي عانى من سلسلة هجمات إرهابية في الأشهر الأخيرة، قام بها تنظيم “داعش”. لهذا السبب، لم تعد أوروبا تطالب باستقالة الأسد بعد الآن. تطور خطير ومقلق بالنسبة للرياض.
وبرأي الكاتب فإنه بمجرد فشل الجهود الدبلوماسية الأمريكية والسعودية بشأن سوريا، بدأت موسكو وطهران إملاء قواعدهما الخاصة في اللعبة ما أجبر الرياض على التراجع في علاقتها مع موسكو. ورأت واشنطن أنَّ الرياض كانت الحل المثالي لمسألة كيفية الحصول على الدعم الروسي في حين أنها لم تقدّم أي شيء في المقابل.
وتوضح ذلك كلمات وزير الخارجية السعودي أثناء زيارته الأخيرة لبروكسل، حول رغبة الرياض في تسليم المزيد من السلطة لروسيا في الشرق الأوسط اليوم أكثر مما كانت في الحقبة السوفياتية؛ فقد صرّح الجبير أنَّ عودة روسيا إلى وضع القوة العظمى اكتمل الآن، وأنَّ نفوذها لن يكون أقل من نفوذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ولهذا يعتقد ليفوف أن اللحظات الحالية تبدو لحظات حاسمة يبدو فيها المسؤولون الأميركيون في عجلة من أمرهم لتحقيق هدفهم الاستراتيجي الأساسي في إسقاط الرئيس فلاديمير بوتين وتغيير النظام في روسيا بأي ثمن مع استبعاد أي اتفاق محتمل بين روسيا والمملكة.