العالم/ نبأ – العديد من الاجتماعات الدولية عقدت لمناقشة أسباب مشكلة الاحتباس الحراري والتغير المناخي ووضع حلول عاجلة لهذه المعضلة التي تهدد حياة الجنس البشري، إلا أن كل الجهود ذهبت أدراج الرياح.
يؤكد خبراء الطقس أن العام الحالي هو أكثر الأعوام ارتفاعًا في الحرارة على الإطلاق. وأن الشهور الـ14 الأخيرة كسرت الأرقام القياسية في ارتفاع درجات الحرارة.
يقول الكاتب البريطاني جورج مونبيوت إن مساحة الثلوج في القطب المتجمد الشمالي انحسرت الشتاء الماضي أكثر من أي وقت مضى. وقد ضربت الكوارث أرجاء العالم نتيجة الاحتباس الحراري، وتفشت الجمرة الخبيثة بين الناس والحيوانات في سيبيريا بسبب عدم دفن الجثث التي أصيبت بالوباء نفسه قبل مائة عام. كما أن الهند، وشرق أفريقيا، غرقت في الجفاف والجوع بسبب بوار التربة من ارتفاع الحرارة الشديد.
تدعي وسائل الإعلام أن ظاهرة تعرف باسم “إل نينيو” هي السبب في الاحتباس الحراري، والذوبان الجليدي. لكن الإحصاءات تشير إلى أن الظاهرة لا تمثل إلا خُمس الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الحرارة على الارض.
هنا، يتهم مونبيوت وسائل الإعلام بتجاهل أعظم خطر يواجه الإنسانية حاليا وعدم ذكره وذلك بإيعاز من السياسيين ورجال الأعمال. وباعتقاده فإن وسائل الإعلام أصبحت طرفًا في هذه الأزمة، والادعاء بحياديتها أمر بعيد عن الواقع. ويلفت إلى أن صحفا ومجلات أمريكية عدة تلقت أموالًا من مؤسسات بترولية مقابل استضافة سلسلة من اللقاءات الحوارية، تحدث فيها علماء أنكروا وجود المشكلة وعلى ما يبدو فإن للمال سطوة في هذا الشأن.
يشير تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية إلى غياب أي تحركات فعلية يجريها سياسيون في هذا الاتجاه إلا بهدف الدعاية الانتخابية. وما من أحد يحاسب المسؤولين على عدم تنفيذ وعودهم في ما يتعلق بالقيام بواجباتهم تجاه الأزمة.
قبل أشهر عقد مؤتمر في باريس لمناقشة القضية المثيرة للجدل وقد خرج بتوصيات لمحاولة كبح جماح ارتفاع الحرارة ومع ذلك فقد ظل التدهور متواصلًا ولذلك يحذر مونبيوت من أنه إذا فشل العالم في وضع حد للمشكلة فإن من سيتحمل المسؤولية ليس الشركات الكبرى متعددة الجنسيات وإنما الغطاء الاجتماعي الذي يمنحها رخصة للعمل.