السعودية، إيران/ نبأ – شكل الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى، سبباً اخراً في تصاعد حدة المواجهة بين السعودية وإيران.
وبحسب مجلة “فورين بوليسي” الاميركية المتخصصة في العلاقات الدولية، فإن تداعيات الاتفاق النووي لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع إيران لم تظهر بعد كجزء من خطة العمل المشتركة الشاملة.
وتلفت المجلة الى غضب السعودية من مثل هذا الاتفاق،الذي تعتبر انه جرى من وراء ظهرها. فالاتفاق أعطى الإيرانيين حرية السيطرة على بنية تحتية نووية عظيمة، ومئات الملايين من الدولارات مع رفع العقوبات ما منح طهران مجالًا أكبر للسيطرة على المنطقة. وترجمت السعودية ذلك على أن الولايات المتحدة تتخلى عن دورها التاريخي كحام للأمن في منطقة الخليج.
تقول المجلة الأميركية إن الكشف عن تسليم واشنطن 400 مليون دولار لإيران في نفس اليوم الذي تم فيه الإفراج عن أربعة أسرى أميركيين، ما هو إلا أحد التفاصيل المهينة في محاولة «أوباما» لإرضاء إيران، بحسب تعبيرها.
وتضيف أن مبررات الرئيس الاميركي في محاولة احتواء تشكك وغضب السعوديين جعل الأمور أسوأ، حيث صرح بان الاتفاق يهدف لإيجاد توازن بين السعودية وإيران.
وجاءت تلك التصريحات لتثير استغراب الجانب السعودي الذي يعتبر نفسه حليفا استراتيجيا قديما، فيما تقف ايران على النقيض من ذلك.
لذلك فإن جهود السعودية لاحتواء آثار خطة العمل المشتركة الشاملة تمتد إلى ما وراء ساحات القتال النشطة في اليمن وسوريا. كما أن حملتها ضد إيران لم تقتصرعلى مواجهتها خارجيًا فقط، بل امتدت لتحاول زعزعة استقرارها الداخلي كحضور رئيس الاستخبارات السعودية الاسبق تركي الفيصل المؤتمر السنوي لمنظمة خلق المعارضة في باريس مؤخراً.
برأي المجلة، فإن الإتفاق النووي مع كل آثاره، يدفع السعودية لاتخاذ موقف أكثر عدوانية تجاه ما تراه تهديداً متزايدا تمثله إيران. وستدفع جهود السعودية لمحاولة عزل ايران و”حزب الله” عن بقية المسلمين، ودخولها في تحدٍ ثقافي وإقتصادي وسياسي وأمني ضد طهران، إلى تمزق الشرق الأوسط، بحسب تعبير المجلة.