سوريا، تركيا/ نبأ – بغض النظر عن ما إذا كانت عملية “درع الفرات” التي شنتها تركيا على مدينة جرابلس السوريّة قد تمت بموافقة روسية سورية أم لا، فإن الثابت من هذا التطور، هو الإجهاز على حلم التمدد الكردي.
حاولت تركيا بالطريقة الاستعراضية التي دخلت بها الى جرابلس التعويض عن صورة خسارتها جراء الانقلاب الداخلي، فعمد ساستُها الى احداث انقلاب خارجي.
بدأ التمهيد السياسي والمدفعي للغزو التركي منذ ايام، وقطعت دبابات أنقرة الحدود بموازاة استقبال الرئيس رجب طيب اردوغان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن.
سياسياً، يجهد اردوغان من أجل تطبيع العلاقات مع موسكو، وتفعيل التنسيق المكثف على خط طهران، بهدف اتمام عمليته العسكرية على وقع التقارب السياسي مع الحليفيين الكبيرين للرئيس السوري بشار الاسد.
خطوة اردوغان السياسية اعتبرت انها لتسهيل التعامل مع الاسد، فيما انهالت المواقف السياسية الدولية والاقليمية على خلفية العملية العسكرية، التي لم تتضح معالمها واهدافها حتى الساعة، غير أن الجزء الواضح منها أنها ضد الاكراد، ولم تكن ضد “داعش” كما زعمت انقرة، خاصة مع توافر المعلومات ان افراد التنظيم فروا الى تركيا قبل حدوث التوغل بأيام.
الخارجيّة الروسية دعت أنقرة إلى ضرورة “التنسيق مع دمشق”، معربة عن قلقها من “احتمال استمرار تدهور الوضع في منطقة النزاع”.
واستنكرت الخارجية السورية، بدورها، “الخرق السافر لسيادتها”، مؤكدة أنّ “ما يجري في جرابلس ليس محاربة للإرهاب كما تزعم تركيا، بل هو إحلال لإرهاب آخر مكانه”.
في المقابل، جاء الموقف الأميركي داعماً بوضوح للعمليّة التركيّة سواء من خلال الغطاء الجوي الذي أمّنه “التحالف الدولي” أو عبر تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي هدد الاكراد بأنّهم “لن يتمكنوا تحت أي ظرف من الحصول على الدعم الأميركي ما لم يفوا بالتزاماتهم” وهو ما اعتبر دعما لتركيا على حساب الأكراد.