السعودية/ نبأ – بعد مرور خمس سنوات على الأزمة في سوريا ما زال الرئيس السوري بشار الأسد في موقعه. على الجبهة السورية ظهرت السعودية خاسرة حين راهنت على ان الإطاحة بالأسد ستكون أمرا سهلا.
في اليمن أيضا تحولت الحرب إلى مستنقع لم يعد الخروج منه بالأمر اليسير على المملكة. الإمارات التي قدمت الدعم البري في الحلف الذي تقوده السعودية بدأت بسحب قواتها، وقلصت الولايات المتحدة من مستشاريها الجويين في هذه الحرب، وصرح آدم ستامب المتحدث باسم وزارة الدفاع أن مساعدة الرياض لم تكن “شيكًا مفتوحًا”. كما يسعى أعضاء في الكونكرس وجماعات سلام لوقف صفقة عسكرية للسعودية بقيمة 1.5 مليار دولار.
ومن منظور عسكري، فإن الحرب في اليمن كما هي عليه في سوريا، غير قابلة للحسم، وقد بدأت واشنطن في إدراك ذلك كما تقول مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
في الجبهة الداخلية أيضا ليست الأمور على ما يرام في السعودية إذ تخوض الأخيرة معركة باهظة الثمن بفعل انخفاض أسعار النفط. وقد اضطرت المملكة للاقتراض، والعمل على برامج لمعالجة مشكلة البطالة بين الشباب السعوديين.
تقول المجلة الأميركية إن إنهاء حرب اليمن ليس أمرا بهذه الصعوبة لو قررت السعودية ذلك. يمكن أن يبدأ ذلك بإيقافها لحربها الجوية، ثم من الممكن أن تنظم الأمم المتحدة مؤتمرًا يضم كل الأطراف في اليمن باستثناء تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، للترتيب لانتخاب حكومة وحدة وطنية.
لكن الأمر في سوريا يمثل تحديًا أكبر. هنا يصف باتريك كوكبيرن الخبير بشؤون الشرق الأوسط في الإندبندنت، الأوضاع في سوريا، كلعبة شطرنج ذات ثلاثة أبعاد وتسعة لاعبين من دون قواعد. لكن الحل يظل ممكنا.
برأيه، ينبغي أولًا انسحاب اللاعبين الخارجيين من الأمر، ووقف الدعم المالي والعسكري لحلفائهم داخل سوريا، وعدم التورط في الحرب بشكل مباشر. وينبغي عليهم الاعتراف أيضًا أنه لا يمكن لأحد أن يفرض على السوريين من يحكمهم. فهذا شأن داخلي، يرجع للأطراف المشتركة بالحرب، كما سيتعيّن على تركيا أيضًا أن توقف حربها ضد الأكراد على حدودها الجنوبية.
تلفت المجلة الأميركية المتخصصة بالعلاقات الدولية إلى أن الرئيس التركي كان قد لمح إلى استعداده للتراجع بالفعل قبل أي مفاوضات جادة مع روسيا عن شرط “رحيل الأسد” قبل بدء إجراء تفاوضات جادة. وإذا وافق أسياد لعبة الشطرنج على وضع بعض القواعد، يمكنهم حينها وقف هاتين الحربين الداميتين.