الولايات المتحدة/ نبأ – ما الذي بقي من تنظيم “القاعدة” بعد مرور 15 عاما على اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001م؟
في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست” حاول الكاتب باراك مندلسون الاجابة عن هذا السؤال. طوال السنوات الـ15 الماضية، كانت واشنطن تعلن ان مواجهة الارهاب هي أولية رئيسية لها.
ولا زالت القوات الاميركية متواجدة في افغانستان والعراق وغيرهما من الدول تحت هذه الذريعة. عند مقتل زعيم “القاعدة” اسامة بن لادن في مايو/أيار 2011م، سارع الكثيرون لنعي التنظيم مع مقتل ابن لادن، لكن اخرين اعتبروا ان التنظيم يمتلك قدرة على البقاء.
كانت رؤية بن لادن من وراء الهجمات على برجي التجارة العالميين، وفق الصحيفة، تكمن في “تقليص نفوذ أميركا في البلاد المسلمة”. ويقرّ كاتب المقال بأن نفوذ الولايات المتّحدة في المنطقة تراجع نسبيّاً اليوم، وأن بعض الحكام الذين تحتقرهم “القاعدة” قد فقدوا السلطة فعلاً، غير أنّ دور القاعدة في هذه التطوّرات كان هامشيّاً.
لقد نجح “القاعدة” في دفع الأميركيين للردّ، لكن مع مرور الوقت، تبيّن أنّه لا يمتلك خطّة قابلة للتطبيق حتّى يحقّق أهدافه، خاصة وانه منبوذ من اغلبية المسلمين. وعليه وجد التنظيم نفسه معزولا ويقاتل من أجل البقاء في المناطق القبلية الباكستانية.
بعيد اندلاع ما سمي بالربيع العربي، وجد التنظيم ارضية خصبة له من اجل محاولة الاقتراب من الشعوب المسلمة، وفي هذا السياق دعا زعيمه أيمن الظواهري، الى الامتناع عن شنّ هجمات قد تتسبب بمقتل مسلمين أبرياء، كما اعتذر ، عن “تجاوزات” ارتكبت داخل صفوفه.
بحسب مندلسون، فقد اتخذ القاعدة نهجاً أكثر ليونة، على الرّغم من أنّه لا يزال محافظاً على جوهره المتشدّد، وذلك من اجل جذب المسلمين السّنة في مواجهة تنظيم “داعش” الذي انبثق عنه اساسا. ويعتبر الكاتب ان نهج الإبادة الذي يتبنّاه “داعش” ساهم في إعادة إنتاج “القاعدة” نفسه بوصفه “ممثلاً للجهاد المعتدل”، على حد تعبيره.