مصر/ نبأ – قبل خمسة أشهر، زار سلمان بن عبد العزيز مصر. في العاصمة القاهرة، حظي الملك السعودي باستقبال حافل وقد وصف الإعلامان السعودي والمصري الزيارة بالحدث التاريخي. آمال عريضة علقت على الزيارة الرسمية بنيت عليها طموحات سياسية واقتصادية وعسكرية. لكن شهر العسل السعودي المصري أنهاه طلاق سريع.
ما ظهر كتحالف استراتيجي إقليمي صلب تحول إلى برودة في العلاقة بين البلدين بسبب بعض التطورات والأحداث التي أدت إلى توسيع هوة الخلاف بين الجانبين. يقول مراقبون إن مؤتمر غروزني أغضب الرياض.
برأي مراقبين، أن ثمة تباينا في الرؤى في بعض القضايا الإقليمية بين القاهرة والرياض، فضلًا عن غضب السعودية من المشاركة المصرية المكثفة في مؤتمر غروزني في الشيشان، إضافة إلى لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة والذي تسبب أيضا في غضب الحليف السعودي.
قبل أيام أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري اختلاف بلاده مع السعودية في ما يخص الأزمة السورية، وأوضح أن المملكة تركز على ضرورة تغيير نظام الحكم أو القيادة السورية، بينما مصر لا تتخذ هذا النهج.
يؤكد عبدالباري عطوان في صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية أن السلطات المصرية تستخدم الإعلام في أغلب الأحيان، وليس القنوات الدبلوماسية التقليدية، لإيصال الرسائل إلى الدول المعنية، ولعل حديث شكري إلى وسائل الإعلام المصرية دون غيرها، حول التباين في علاقات بلاده مع السعودية هو أحد التطبيقات الواضحة لهذا النهج المصري.
ويضيف أن القيادة السعودية أخطأت عندما اعتقدت أن مساعداتها المالية لمصر يمكن أن تجعل الأخيرة حليفا تابعا ومطيعا ينفذ كل مخططاتها، ويخوض كل حروبها، على غرار ما فعلته وتفعله معظم الحكومات الخليجية الأخرى، الأمر الذي يعكس “سوء تقدير” في الحسابات، علاوة على عدم فهم الذهنية المصرية، والتاريخ الحافل بالمطبات والصدامات بين البلدين، في معظم عصوره.