السعودية، الولايات المحدة/ نبأ – للمرة الأولى تجاوز الكونغرس الأميركي قرار الفيتو من قبل الرئيس باراك أوباما ضد قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” (جاستا)، التشريع الذي يسمح برفع دعاوى قضائية ضد الحكومات الأجنبية على أساس تورطها المزعوم في أعمال إرهابية يضع المملكة السعودية هدفا واضحا له.
الأسبوع الماضي كان مجلس الشيوخ نفسه قد نوه إلى خلفية الصداقة الأميركية السعودية من خلال رفض التصويت على قرار من شأنه أن يمنع بيع الأسلحة للسعودية لاستخدامها في اليمن. برأي المحلل السياسي الأميركي دانييل ديباتريس في صحيفة “ناشيونال إنترست” فإن إنقاذ السعودية حينها كان حاجة سياسية لتعويض التفاوض مع إيران على اتفاق يقيد البرنامج النووي.
اتضح في اليومين الماضيين أن السياسة الأميركية تجاه السعودية معقدة للغاية. يضيف دياباتريس أن المواقف السياسية الأخيرة أرسلت رسائل متناقضة جول العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية. تم دعم مشروع قانون يسمح بمقاضاة السعودية بدعوى مكافحة الإرهاب، وتمت الموافقة على بيع الأسلحة، وتم إلغاء فيتو أوباما ضد “جاستا”.
أسئلة كبرى يجب أن يدرسها السياسيون الأميركيون بعناية في صياغة علاقة الولايات المتحدة مع المملكة السعودية والتي لا تزال تسمى حليفا. برأي الباحث الأميركي فإن هذه الأسئلة تنطوي جزئيا على الفوائد المحتملة للعلاقة الوثيقة ضد مساوئ التقارب، أو ما يمكن أن يكون أكثر من ذلك أهمية، وهو تصور الآخرين لهذا التقارب.
وهنا يشير دياباتريس إلى أن الاضطراب يحصل بسبب القيم السياسية والاجتماعية السعودية التي تختلف اختلافا كبيرا عن تلك الأمريكية. في كثير من النواحي، من الصعب أن نتصور شراكة للولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية التي تديرها عائلة مستبدة، ولا تسمح بالحرية الدينية.
يختم ديبريتس بالإشارة إلى المخاطرة التي لا تلتفت إليها أميركا كثيرا. إن أي ثورة في المملكة السعودية ستحول الولايات المتحدة هدفا للاستياء والمعارضة من قبل النظام الجديد بسبب ارتباطها القديم ويبدو أن تجاهل التجربة الإيرانية في هذا الإطار ينطوي على مخاطر.