العراق/ نبأ – مع انطلاق صافرة معركة تحرير ثاني أكبر المدن العراقية من براثن الإرهاب، شغّلت واشنطن ماكينتها السياسية والعسكرية للدخول في المعركة من أوسع أبوابها، بموازاة الجهود التركية لاستعادة ارث الدولة العثمانية الذي مضى على اتفاقياتها قرابة التسعة عقود.
يشي المشهد على أرض بلاد الرافدين، بتسوية دولية لدخول اللاعب التركي والكردي في المعارك من باب المصالح، فالامتيازات التركية التي ألغيت بموجب اتفاقيات قديمة وقعت في عشرينيات القرن الماضي، وحجّمت الدور التركي في الموصل خاصة، تجهد أنقرة لاستعادته اليوم، ولعل أكبر دليل على ذلك اللهاث التركي للمشاركة في معارك الموصل، مستخدمين تبرير عضوية تركيا في التحالف الدولي.
ومع احتدام المعارك في مركز محافظة نينوى وتقدم القوات العراقية نحو مركز الموصل، حط وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر رحله في تركيا في زيارة سريعة التقى خلالها المسؤولين الاتراك، بحث خلالها تقييم الوضع لمعارك استعادة الموصل، كما ناقش مشاركة القوات التركية في عملية “قادمون يا نينوى” التي يشنها الجيش العراقي مدعوما من “البشمركة” ووحدات “الحشد الشعبي” و”الحشد العشائري” و”التحالف الدولي”.
كارتر ملأ جعبته في أنقرة، واتجه نحو بغداد، حيث التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي وناقش معه تطورات معركة الموصل وفق ما أعلن عن الهدف الرسمي للزيارة الا أن ما أشار اليه مراقبين عن الهدف المضمر للزيارة المتمثل بالتوسط بين البلدين للتوصل الى اتفاق حول المشاركة التركية في هذه العملية، لم ينجح، اذ انه بعد لقائه بكارتر أكد العبادي رفضه لعرض تركي للمساعدة في معركة تحرير الموصل.
لكن، الوزير الأميركي لم يتوقف عند رفض العبادي، إلا انه استكمل مهمته ناحية الاكراد، واتجه للقاء مسعود البرزاني في أربيل، وبموازاة وصوله إلى اقليم كردستان، أعلنت قوات “البيشمركة”، عن سيطرتها على ثلاث قرى جنوب مدينة الموصل، محرزة تقدما على جبهتي “النوران” و”بعشيقة”.