السعودية/ نبأ – مدافعين إصلاحيين ونشطاء وكُتاب بارزين ومغردين كثر، يواجهون أحكاماً بالسجن لمدد مطولة، بل وصلت بعض الاحاكم إلى حد الإعدام في مملكة الصمت، بناء على اتهامات فضفاضة متصلة بالممارسة السلمية لحرية التعبير.
ولم تكتف السلطات السعودية بملاحقة المغردين على “تويتر”، إذ كشف نائب رئيس لجنة النقل والاتصالات عوض بن خزيم الأسمري الأحد، عن نظام جديد سيصدر في القريب العاجل، يتعلّق بالحماية الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي من الناحية القانونية، في حين يتنامى حجم الغضب الشعبي على “تويتر”، آخرها الهاشتاغات التي تناولت أوضاع المملكة الاقتصادية وخطر الافلاس، بآلاف التغريدات لمغردين، يقفون بالمرصاد لكل تصريحات المسؤولين السعوديين، كالرد الصاعق على تصريح وزير الخدمة المدنية خالد العرج أخيراً حول إنتاجية الموظف الحكومي، وهو الموضوع الذي لا يزال يتفاعل حتى اليوم.
قضية الرقابة على “تويتر” هذه أثارت الجدل بين المتابعين السعوديين، وذلك لأن الحكومة ما تزال مستمرة في تحكمها بجميع وسائل الاعلام المرئية والمقروءة فيما يلجأ الشباب إلى التويتر للتعبير عن آرائهم.
“تويتر”، الذي أصبح وسيلة لتوجيه انتقادات للحكومة، دفع البعض إلى القول بأن بداية الربيع السعودي ستكون من خلال “تويتر”. فقد أحدث الموقع في السعودية تحولا كبيرا في وعي الشباب السعودي، الذي لم يعد يطالب بتحسين أوضاعه الاقتصادية فحسب، بل أصبحت له مطالب سياسية واضحة تتمثل بحسب مراقبين في الملكية الدستورية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
هذه المطالب يستقبلها النظام السعودي بكثير من الريبة، الأمر الذي يفسر لجوء الحكومة السعودية إلى حجب العديد من المواقع وسجن العديد من الناشطين في “تويتر”. وهذا ما وصفه المدون وليد أبو الخير سابقا بالثورة السعودية عن طريق “تويتر”.
الاعتقالات والمحاكمات ليست الوسيلة الوحيدة التي تلجأ إليها السلطات السعودية، اذ يرافقها العديد من الفتاوى التي تحرم استخدام “تويتر”، الفتاوى ضد “تويتر” وتشويه صورة الناشطين السياسيين دليل على أن قدرات النظام في التعامل مع المغردين أصبحت محدودة.
اعتاد حكام المملكة على القمع باستخدام القوة لا غير، أما اليوم فالتخبط سعودي في التعامل مع ظاهرة المعارضة على “تويتر”، يبدو جلياً في محاولات بعض الوزارات التعامل معها على أنها واقع لا مهرب منه، فقد طالب وزارة الشؤون البلدية والقروية قبل أيام كل الأمانات والبلديات، بسرعة الرد على وسائل الإعلام وما يرد في وسائل التواصل الاجتماعي من آلاف الشكاوى والملاحظات المتداولة..