السعودية/ نبأ – مسار قانوني سيبدؤه الشبان السعوديون الذين غادروا المملكة للمشاركة في القتال إلى جانب الجماعات الإرهابية المتطرفة برفعهم دعاوى قانونية ضد الدعاة ورجال الدين الذين حرضوهم على السفر إلى مناطق الصراع للقتال تحت ذريعة الجهاد المشروع.
السعودية صاحبة الدور الأكبر في خلق البيئة التكفيرية لداعش وتأسيس أيديولوجيتها المبنية على التكفير والتحريض. تتعامل مع العائدين من مناطق النزاع على أنهم ضحايا للتغرير ويتم إخضاعهم لمركز المناصحة، على أن التغرير بهم يأتي من الخارج، وليس من الداخل حيث يوسوس دعاة الوهابية في نفوس الشباب.
في مركز محمد بن نايف للمناصحة تكتمل الجريمة. حيث تعيد المملكة تأهيل المتورطين بجرائم أمنية أو أعمال إرهابية بشكل أكثر فعالية وتأثيرا فيصير جرم تنفيذ عمل إرهابي متأصلا بالفكر التكفيري وثقافة التحريض والتعليم الديني المتشدد.
بالامس عقدت المحكمة الجزائية المتخصصة أولى جلساتها للنظر في قضية أربعة من خريجي مركز المناصحة السعودي كانوا يخططون للسفر إلى الكويت ومنها إلى تركيا تمهيدا لدخولهم الحدود السورية للانضمام للمجموعات المقاتلة هناك. يقول النموذج الأخير إن برنامج المناصحة ليس علاجا كافيا ولا نهائيا لواقع ما تنتجه الوهابية الإرث الفكري السعودي، فيما تشير الإحصاءات إلى أن معظم خريجي مركز المناصحة عاد إلى العمل الارهابي أو قتل في مواجهات أمنية داخل السعودية.
تحافظ المملكة على عقدتها ولا تريد فكاكا لها. كل ما هو آخر في السعودية مرفوض، كل رأي آخر أو فكر آخر أو إيمان آخر. لم تصيب هذه القنابل الموقوتة المذاهب الاسلامية الاخرى في المملكة، بل طالت المشاهير والفنانين في إحدى خطب الجمعة في يونيو/حزيران 2016م، اذ لم يجد إمام وخطيب أحد مساجد منطقة عسير غير الشتائم لمواجهة سخرية الفنان الكوميدي ناصر القصيبي من الأشخاص الذين يتبنون أفكارا متشددة.
موجة التحريض الداخلي في السعودية تقودها الفتاوى الفردية ومواقف هيئة كبار العلماء فتنتج شرخا في المجتمع السعودي. في المنطقة الشرقية يدفع الأهالي ضريبة الاختلاف الطائفي فيظهر جليا خطر دعاوى التكفير والتحريض. لكن المملكة تبحث عن الجاني في مكان آخر وكأن الرياض تبحث عن مهرب من واقعها اللصيق بتاريخها الطويل في تغذية نموذج الإسلام المتشدد.