بينما يقبع الكثير من السعوديين تحت خط الفقر بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، يكشف تمويل معرض “كوميك كون” من قبل الحكومة السعودية عن نتائج تشكيل “هيئة الترفيه” عبر الرؤى الجديدة لتطوير المملكة.
تقرير سناء ابراهيم
انطلقت عجلة “هيئة الترفيه” في السعودية من الباب الأوسع، وهي الهيئة المؤسَّسَة بموجب التحديثات التي اختارها ولي ولي العهد محمد بن سلمان لبلاده ضمن ما عُرف بـ”رؤية 2030″.
وعمدت الهيئة، في أولى إنجازاتها، إلى اختراق كل المفاهيم المتعارف عليها والمتبعة في المملكة كالشريعة الاسلامية والأخلاقية، بقوانيها، وفق تعبيرها، لتكسر حاجزاً أساساً يعتمد على الفصل الإلزامي بين الجنسين في الأماكن العامة عبر إقامة معرض ترفيهي، تخطت كل الخطوط الحمراء في السعودية.
إنه مشهد مما يتضمنه معرض “كوميك كون” من فعاليات خارجة عما هو مألوف في مملكة الرؤى الاقتصادية، أقدمت الحكومة السعودية على تمويله جزئياً، على الرغم مما يحتويه من مضامين غير بعيدة عن واقع السعوديين، وواقع الاسلام الذي يبتعد عنه مضمون الفعاليات، حيث تخلّى عن كثير من أشكال القيم المتبعة، وهو ما اعتبره رواد مواقع التواصل بأنه أسوأ الخطوات لانطلاق “هيئة الترفيه”.
ودشن سعوديون على “تويتر” وسم #كلمة_توجهها_لهيئة_الترفيه عبّروا من خلاله عن آرائهم في وسائل الترفيه في بلادهم ومدى تأيدهم لها، حيث انتقد أغلب المغردين في الوسم ما سعت إلى ترويجه الهيئة عبر تلك الفعاليات، إذ قال أحدهم في تغريدة: “إن هيئة الترفيه في السعودية هي عبارة عن فساد لا تأتي بأي فوائد”، وأشار آخر إلى أنه يتم دعم المهرجان الترفيهي بآلاف وملايين الجنيهات، على الرغم من أن الشعب يشتكي من الديون قائلاً: “أصبحنا نرقص على قلة الدين”.
عبرت إحدى المشاركات، التي انتقدت المشهد على أرض الواقع، عن كل ما رأته داخل خيمة الترفيه، حيث يفتح شكل المعرض وتأسيسه عبر “هيئة الترفيه” الباب أمام تساؤلات عن المنطلقات التي يتبعها نجل الملك السعودي في تطوير بلاده، عبر إدخال مفاهيم لا تمت إلى عادات مجتمعه بصلة، لتجاوز المحظورات كافة التي تلاحقها “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، واعتبر متابعون لمشاريع “هيئة الترفيه” أن ما يحدث هو صراع إرادات بين بن سلمان وولي العهد محمد بن نايف، يحتدم على أرض المملكة على شكل صراع بين هيئتي “الترفيه” و”الأمر بالمعروف”.