الإمارات / الخليج الجديد – وصل مساء أمس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وفد ليبي، برئاسة «عقيلة صالح عيسى» رئيس البرلمان الليبي الجديد المنبثق من انتخابات 25 حزيران/يونيو 2014 .
وكان في استقبال الوفد لدى وصوله مطار الرئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ « منصور بن زايد آل نهيان».
وضم الوفد الزائر مسؤولين عينوا في طبرق الشهر الماضي، هم رئيس الوزراء «عبدالله الثني» ووزير الخارجية «محمد عبدالعزيز» ووزير الاتصالات «أسامة سياسة» ورئيس الأركان «عبدالرزاق الناظوري».
وسبق أن زار «عقيلة» القاهرة، حيث التقي الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» ومسؤولين آخرين، بعد يوم واحد من اجتماع وزاري لدول جوار ليبيا استضافته العاصمة المصرية.
وجاءت هذه الزيارة إلى الإمارات عقب اقتحام مجموعات مسلحة ليبية للسفارة الإماراتية فى طرابلس أمس ردا على تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة فى الشأن الداخلى الليبي، وفقا لحساب «الإمارت الآن» على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
انقسام سياسي
وتشهد ليبيا انقساما سياسيا حادا عقب اجتماع أعضاء في البرلمان الجديد، في مدينة طبرق، في غياب كتلة الإسلاميين وكتلة مصراتة، وقبل أن يسلمهم المؤتمر الوطني الليبي السلطة رسميا، ثم قيامهم بتغيير رئيس الأركان وتكليف رئيس وزراء جديد، وهو ما قابله المؤتمر الوطني بتكليف رئيس وزراء جديد «عمر الحاسي».
وعين الأعضاء المجتمعون في طبرق رئيس أركان جديدا للجيش هو اللواء عبدالرزاق الناظوري، والذي أعلن «الحرب على الإرهاب في بلاده» في إشارة إلى قوات فجر ليبيا، وأخرى حليفة لها من مصراتة في طرابلس، وأنصار الشريع في بنغازي. وأكد البرلمان، المدعوم من مصر وليبيا «دعم الجيش ليواصل حربه حتى إرغام المسلحين على وقف القتل وتسليم أسلحتهم».
لكن قوات حفتر منيت بهزام متتالية، واضطرت للانسحاب من عدة معسكرات، كما انسحبت أخيرا من مطار طرابلس عقب قصف جوي نفذته الإمارات بتنسيق مع مصر استهدف وقف تقدم قوات فجر ليبيا، بحسب تقارير صحفية وتصريحات أمريكية رسمية.
وقام رئيس أركان طبرق «عبدالرزاق الناظوري» بزيارتين للقاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما رجح اتجاه مصر لتقديم مزيد من الدعم للقوات الموالية لطبرق.
ورفض المجلس الوطني الليبي قرار تغيير رئيس الأركان، وتعيين «الناظوري»، كما رفضت قيادات الجيش الليبي قرارات مجلس النواب المنعقد في طبرق، ومن بينها تعيين رئيس جديد للأركان، وذلك عقب اجتماع لتلك القيادات في قاعدة طرابلس الجوية. وجددت القيادات المجتمعة دعمها للجيش وكتائب الثوار المنضوين تحت قيادة الجيش.
وجاء في بيان صادر عن الاجتماع أن قيادة الجيش لازالت تتلقى أوامرها من رئيس الأركان اللواء «جاد الله العبيدي»، وترفض تعيين أحد ضباط قوات اللواء المتقاعد«خليفة حفتر» في رئاسة الأركان. ووصف البيان اللواء حفتر بـ«المجرم» الذي يجب محاربته.
استمرار التحالف ضد ”الإرهاب“
وتشير زيارة مسؤولي طبرق للإمارات، إلى استمرار كل من رئيس حكومة طبرق ورئيس أركانها في التنسيق مع القاهرة وأبوظبي المتهمتان بانتهاك سيادة ليبيا؛ خاصة وأن الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من زيارتهم للقيادة المصرية، التي أكدت الأسبوع الماضي على لسان وزير خارجيتها ضرورة «دعم الشرعية في ليبيا».
بينما يتمسك المجلس الوطني الليبي بالتحقيق حول تورط مصر والإمارات في انتهاك السيادة الليبية وشن غارات جوية على مناطق في طرابلس، ويؤكد على اتخاذ كافة الاجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة.
ووافق مجلس النواب الليبي في طبرق، أمس الثلاثاء، بأغلبية الأصوات، على قانون لمكافحة الإرهاب في البلاد.
ويراهن قادة طبرق فيما يبدو على هاجس الإرهاب، والخوف من الإسلاميين الذي يخيم على أنظمة المنطقة. وصنف مجلس النواب في طبرق في وقت سابق جماعة «أنصار الشريعة» و«مجلس شورى ثوار بنغازي» وقوات «فجر ليبيا»، بأنها «جماعات إرهابية»، مشيرا إلى أن هذه الميليشيات ستكون هدفا مشروعا لقوات ”الجيش الوطني الليبي“، حتى يتم إجبارها على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتها.