تفتح طهران صفحة جديدة مع الدول الأوروبية التي أبدت معارضة شرسة لمحاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقصاء إيران عن المشهد الدولي، وهو ما دفع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى زيارة سويسرا لأول مرة منذ 15 عاماً.
تقرير: هبة العبدالله
يترأس الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني وفداً سياسياً واقتصادياً رفيع المستوى خلال جولته الأوروبية التي يبدأها من سويسرا والنمسا، التي تسلمت الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ما يعني أن التفاوض يجري معها بصفتها رئيسة للاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة.
وقال الرئيس الإيراني، في تصريح قبل مغادرته طهران، إن “الطرفين بذلا جهوداً وافرة لإيجاد أرضية مناسبة للمفاوضات وإن العلاقة مع أوروبا والتفاوض معها يكتسبان مكانة خاصة اليوم بعد خروج الأميركيين من الاتفاق النووي”.
يؤكد روحاني أنه “من المفترض أن تقدم الأطراف الأوروبية الثلاثة الباقية في الاتفاق، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مقترحات منح الضمانات خلال الأيام المقبلة”، ووصف روحاني الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي بـ”الانتهاك الصارخ لهذا الاتفاق”، وبأن واشنطن “خالفت تعهداً دولياً يضم أطراف عدة” إلى الاتفاق.
ويرى الرئيس الإيراني أن تمسك الدول الخمس بالاتفاق مع إيران “يُبقي المجال مفتوحاً أمام التفاوض حول مستقبل اتفاق يرى فيها كثر خلافاً للولايات المتحدة أنه يخدم مصلحة المنطقة والعالم”.
في غضون الأيام المقبلة في أوروبا، ستُعرض على الوفد الإيراني حزمة من المقترحات التي سيجري التفاوض معها إلى جانب القضايا الإقليمية والعالمية التي تتم مناقشاتها باستمرار مع الأوروبيين.
وذكر الرئيس الإيراني أنه سيبحث في أوروبا المسائل المتعلقة بالتعاون الإيراني – الأوروبي، إلى جانب القضايا التي تخص الاتفاق، كما سيوقع عدداً من الاتفاقات التجارية والاقتصادية، معتبراً أن تسلم النمسا لرئاسة الاتحاد الأوروبي أخيراً “يفتح المجال لخوض هذا النقاش مع مسؤوليها”.
تحمل الاستضافة الأوروبية للرئيس الإيراني أهمية كبيرة خاصة لجهة تمسك أوروبا بموقفها المعارض لواشنطن في ما يخص علاقتها مع طهران برغم التهديدات الأميركية المتواصلة بتشديد العقوبات على الدول والشركات المتعاملة مع إيران.
يصر الأوروبيين على إفشال السياسية الأميركية في عزل إيران وتدمير الاتفاق النووي معها، في حين لا تفوت طهران أي فرصة على تأكيد أهمية وجودها عى الساحة الدولية بدأت أحدث فصولها بتطوير علاقاتها مع أوروبا.