السعودية / نبأ – لا يمكن النظر إلى ما يسمّى “التحالف الدولي ضد داعش” إلاّ بعين الريبة، لأن رعاة هذا التحالف هم نفسهم رعاة الإرهاب والجماعات التكفيرية المسلحة. وقد أطلق المسؤولون في الإدارة على نهجهم تسمية: “داعش أولاً”. وأما بالنسبة للأسد، وعلى حد تعبير الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، فإن الإدارة قامت “بتأجيل هذا التحدي إلى المستقبل”.
ومن هنا بدأ يتخلل قادة التحالف الدولي غموض وتضليل، وبدأت الشكوك بأن محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” الإرهابي (داعش) ليس إلاّ إدّعاء، الجميع يدّعي محاربة الإرهاب، تركيا، إسرائيل، والسعودية، وقطر، وتسعى هذه الدول الآن إلى تدريب الجيش السوري الحر، ومساعدته في المعركة التي يخوضها ضد داعش وقوات نظام الرئيس بشار الأسد.
أوباما بنفسه قال مؤخراً إنه “يدرك التناقض” في سياسته، وهذا التناقض هو أنه، ومن خلال مواجهة “الدولة الإسلامية” وعدم مواجهة الأسد، فإن الولايات المتحدة قد تفيد عن غير قصد الحاكم الذي تتواصل مطالبها بطرده. وللأسف، ليس هذا هو التناقض الوحيد الذي سوف يؤدي إلى قيام سياسة الإدارة الأمريكية في سوريا بهزيمة نفسها بنفسها.
يصر أردوغان وداود أوغلو على أن الأولوية القصوى للتحالف ينبغي أن تكون الإطاحة بالأسد قبل تدمير داعش، وأن تركيا لن تعزز مشاركتها، بما في ذلك نشر القوات، إلا إذا كانت هناك “إستراتيجية شاملة” لاحتضان هذا الهدف. وأما إذا بقي الأسد، كما يقولون، فإن مجموعات متطرفة أخرى سوف تملأ الفراغ، ببساطة، إذا ومتى انهزمت داعش.
الموقف الروسي قد حال دون ذلك سابقاً، فإنه اليوم أكثر جهوزية لعدم السماح بحدوث مثل هذا الأمر، فيما الوضع الدولي اليوم أفضل.
وكتب جون ماكين ولينسي غراهام اليوم مقالاً مشتركاً في صحيفة وول ستريت جورنال، مفاده أنّه يجب إزالة الأسد لهزيمة ما يسمّى بـ”الدولة الاسلامية”.
وقال الكاتبان أنّ “الضربات الجوية، وغيرها من الإجراءات التي يتخذها الرئيس أوباما ضد “الدولة الإسلامية”، تستحق دعم الحزبين. لقد بدأت تفكك المجموعة الإرهابية، والمعروفة أيضاً باسم داعش، ولكنها لن تدمرها، لسبب واحد قبل كل شيء، وهو أنه لا يزال ليس لدى الإدارة أي سياسة فعالة لإزالة بشار الأسد عن السلطة، وإنهاء الصراع في سوريا”.
وأشار الكاتبان إلى أنّ “بعد اقتحام “الدولة الإسلامية” العراق في يونيو/حزيران، قال أوباما إن استبعاد رئيس الوزراء نوري المالكي للسنة عزز قوة المجموعة الإرهابية. ولتدمير “الدولة الإسلامية” في العراق، اقترحت الإدارة إزالة المالكي، وتشكيل حكومة جديدة شاملة”، متسائلان: ” لماذا إذاً ليس هناك نفس هذا الإلحاح فيما يخص سوريا؟”.