السعودية / نبأ – في المحادثات القطرية السعوية التي جرت خلال لقاء أمير قطر بالملك عبد الله، ثمّة ملفّ آخر أرخى بظلاله على أجواء اللقاء، ملف شكل منذ أشهر مديدة محور تجاذب بين البلدين المتنافسين، إنه هوية الإئتلاف السوري المعارض الذراع السياسية لما يسمى الجيش الحر، بفعل تناقضات الولاءات بين وليد الزعبي المقرب من السعودية وأحمد طعمة المقرب من قطر فشل الإئتلاف في انتخاب رئيس جديد له خلال اجتماعات هيئته العامة المنعقدة في اسطنبول، فشل تحرص المملكة على محاصرته تحسبا لتداعياته على عملية تدريب وتسليح ما توصف بأنها معارضة سورية معتدلة، تماما كما تحرص إمارة الغاز على لفلفته خدمة للهدف الإستراتيجي المشترك المتمثل في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. سؤال آخر يتقدم المشهد: هل أفلح الملك عبد الله والشيخ تميم في التوصل إلى معادلة تسووية تقيهما خطر الإنقسامات في هذه اللحظة التاريخية؟
موضوعة ثالثة شكلت حتما محور اللقاء الملكي الأميري، المصالحة الخليجية لا تغيب عن أي قمة أو أي محادثات، بعد ساعات على زيارة قصيرة لأمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى العاصمة الإماراتية والتقائه نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، حطت طائرة الأمير القطري في جدة.
جاء ذلك في وقت يدور فيه الحديث عن خلاف قطري إماراتي تجاوز بأشواط ما هو قائم بين الرياض والدوحة. وعليه يستبين الترابط بين التحركات المستجدة على خطي الإمارات والسعودية من جهة والخلافات الخليجية التي لم تجد بعد سبيلها إلى الحل النهائي من جهة ثانية.
سؤال أخير يقفز إلى الأذهان: هل ستفلح هذه التحركات في رأب الصدع ولو مؤقتا وتجميد النزاع بانتظار انجلاء الحرب على داعش أم أن الشرخ بات أكبر من أي عوامل تقريب خارجية حتى لو كانت مصلحةَ الممالك والإمارات جميعها في إسقاط النظام السوري؟