تقرير | السعودية تسعى للهيمنة على المنظمة رغم إنتكاساتها المستمرة

السعودية / نبأ – إلى أين تتجه العلاقات السعودية الإيرانية بعد التصعيد الأخير الذي بدأه وزير الخارجية سعود الفيصل، وردت عليه طهران بإعتباره كلاما صادرا عن رجل تقدم في السن؟

الفيصل وبعد أقل من شهر على لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، وبعد الاجواء الايجابية التي تلت هذا اللقاء، شنّ هجوما عنيفا على إيران.

الهجوم الجديد رأى فيه الكاتب السعودي فؤاد ابراهيم في مقالة له في جريدة الاخبار اللبنانية دلالة على عودة الفيصل للإمساك بالملف الخارجي السعودي بعد أشهر من أحاديث عن هيمنة جناح الملك على هذا الموضوع.

وبالتالي فإن طريق الرياض طهران تبدو مغلقة حتى اشعار اخر، رغم إعلان قديم للوزير الايراني بأنه سيقوم بزيارة قريبة الى الرياض.

وفي ظل التشنج الاخير، فلا يبدو ان هذه الزيارة ستجري في الوقت الراهن، لا سيما مع المستجدات التي تشهدها المنطقة في اكثر من بلد وأهمها في اليمن.

فالنظام السعودي يتابع يوميا الضربات التي يسددها له تنظيم انصار الله من خلال تقدمه الميداني في مختلف مدن اليمن. وكان اجتماع وزراء داخلية مجلس التعاون حذر
مما أسماه التدخل الخارجي في اليمن، كما يتابع الإعلام السعودي حملته التحريضية على الحوثيين وتهديد اليمنيين بجنون القاعدة وتفجيراتها الانتحارية، وكذلك فقد كان رئيس تحرير الشرق الاوسط سلمان الدوسري في مقاله المعنون : هل السعودية مسؤولة عن إنقاذ اليمن؟ صريحا حينما ألمح الى ان السعودية ستتوقف لتراقب اليمن وهو ينزلق نحو المزيد من الإشتعال حتى تحترق المنطقة كلها وليس فقط السعودية.

وفي هذا الإطار تبدو المملكة وهي تعمل من اجل تحويل اليمن الى عراق اخر، وكما يقول الكاتب السعودي فؤاد ابراهيم فهي تعمل وفق شعار كن طيبا مع السعودية او سنجلب لك داعش الى بلدك.

وهذا ما تحقق بعد الفتاوى التي صدرت عقب سيطرة انصار الله على صنعاء، حيث دعا بعض المشايخ السعوديين الى الجهاد ضد الحوثيين، وبالفعل فقد أقدم انتحاريون على تفجير انفسهم في تجمعات مدنية للحوثيين في صنعاء.

هكذا يستمر صراع تكسير العظم بين البلدين، وتؤكد تصريحات الفيصل الاخيرة ان اي مصالحة سعودية ايرانية بعيدة المنال، بسبب رغبة السعودية بالتفرد في حكم المنطقة رغم انها وحلفائها يتعرضون للهزيمة!