تقرير | أنصار الله يتقدمون في الشمال والحراك الجنوبي يضغط بقوة

اليمن / نبأ – يواصل مقاتلو حركة أنصار الله تقدمهم في عدد من المحافظات اليمنية عقب سيطرتهم على مدينة الحديدة غربي اليمن، وفي تطور ينذر بمواجهات محتملة أفيد عن سيطرة مسلحي تنظيم القاعدة على مديرية العدين في محافظة إب وسط البلاد. بالتوازي مع ذلك، تستمر اعتصامات الحراك الجنوبي في عدن ضمن فعالية طويلة الأمد يراد منها الضغط على السلطات اليمنية.

مشوشة هي الصورة الأمنية والسياسية في اليمن، في كل يوم لها موعد مع تطورات جديدة تجعلها أكثر ارتباكا وغموضا، آخر إنذاراتها المقلقة سيطرة تنظيم القاعدة على مديرية العدين في محافظة إب وسط البلاد، مسلحو التنظيم هاجموا مبنى إدارة الأمن ونقطة أمنية في المديرية ما أدى إلى مقتل أربعة جنود واختطاف تسعة آخرين، كما نهبوا ملايين الريالات اليمنية من مكتب البريد والمصارف.

وجاءت هذه التطورات بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مدينة إب جنوب العاصمة صنعاء وعلى حجة شمال غرب اليمن واقترابهم من محافظة تعز. مقاتلو الجماعة أحكموا قبضتهم على المقار الحكومية والأمنية في إب من دون أية مقاومة وعقدوا اجتماعات مكثفة مع السلطات المحلية بهدف تأمين المدينة، وفي محافظة حجة بسط الحوثيون سيطرتهم على مختلف الأنحاء وصولا إلى منفذ الطوال الحدودي مع المملكة السعودية.

وعن طريق الحديدة التي سقطت منذ حوالي يومين وصل مقاتلو أنصار الله إلى مشارف محافظة تعز المحاذية لما كانت تعرف بحدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، هنا تكاثرت الأنباء وتضاربت، معلومات صحافية ذكرت أن ثمة توجها لدى السلطات المحلية نحو تسليم المحافظة للحوثيين وتفادي أي مواجهات، في وقت تحدثت فيه مصادر أخرى عن توصل هذه السلطات إلى اتفاق مع أنصار الله يقضي بتحييد تعز عن دائرة الصراع القائم في اليمن.

وعلى المقلب الجنوبي من البلاد يتواصل اعتصام الحراك المطالب بالإستقلال وفك الإرتباط، مطالب جددت القوى السياسية الممثلة لهذا الحراك إصرارها عليها وأمهلت السلطات اليمنية حتى نهاية نوفمبر المقبل لسحب قواتها العسكرية من أراضي جنوب اليمن، كما دعت الشركات النفطية العاملة في المحافظات الجنوبية إلى وقف عملياتها.

خارجيا، ما يزال قلق المملكة السعودية ومحاولاتها تحويل قضية جنوب اليمن إلى قميص عثمان جديد سيد الموقف، أوساط الرياض لا تكف عن اتهام إيران بالتدخل السافر في شؤون اليمن وزرع الفتنة فيه والسعي في السيطرة على مواقعه الإستراتيجية، كما لا تكف عن المطالبة بإصدار قرار دولي تحت الفصل السابع لوقف ما تشهده ساحة الجارة الجنوبية للمملكة.

في خلاصة المشهد، يبدو اليمن مقبلا على تطورات دراماتيكية في أكثر من اتجاه، تطورات من شبه المؤكد أن تداعياتها سترسم ملامح البلد الفقير ليس لأشهر فحسب بل لعشرات العقود المقبلة.