السودان / نبأ – طرحت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير التي قام بها الى القاهرة، أسئلة عدة حول تموضع السودان الاقليمي، لسنوات طويلة احتفظ السودان بعلاقات وطيدة ومميزة مع ايران، لكن بعد خطوة اغلاق مراكز ثقافية للجمهورية الاسلامية قبل مدة، ظهر للمتابعين أن شيئا ما بدأ يعكر صفو هذه العلاقات، بعد خطوة الخرطوم الاستفزازية تجاه طهران.
سياسة جديدة يبدو أن الرئيس السوداني عمر البشير قرر انتهاجها تحقيقا لانعطافة في التموضع الاستراتيجي لبلاده.
تتبع نشاط الرئيس السوداني في غير اتجاه يرسل اشارات عن الوجهة الجديدة.
ففي الوقت الذي زار فيه عمر البشير السعودية لاداء مناسك الحج، قام بلقاء بعض المسؤولين السعوديين هناك وخص صحيفة الشرق الأوسط المقربة من النظام السعودي بحوار أكد فيه على زوال حالة الفتور التي اعترت علاقة بلاده مع السعودية، مشيرا الى أن علاقته مع ايران ليست سوى علاقة عادية لا توصف بالاستراتيجية.
تقديرات بعض الاقتصاديين تؤكد أن حجم الاستثمارات السعودية المتزايدة في السودان بات يتجاوز ثلاثة عشر مليار دولار، كأرقام تفسر شهية السودان المنفتحة على هذا التموضع الجديد لبلد يعاني العديد من الأزمات الاقتصادية.
صحيفة يديعوت أحرونوت كانت قد نشرت تقريرا هللت فيه للتموضع الجديد للسودان حيث اعتبرت أن نظام البشير عمل في وقت سابق على مساعدة ايران في نقل السلاح الى حماس عبر أراضيه.
سياسات البشير الجديدة لم يقرأها المراقبون على أنها ابتعاد من ايران ومحورها فحسب بل وضعه البعض ابتعادا عن المحور القطري التركي المتشكل حديثا والذي يرتبط به نظام البشير ارتباطا عقائديا على خلفية انتمائه الإخواني الأصيل، إنتماء لم يراعه البشير في زيارته الأخيرة للقاهرة ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العدو اللدود للاخوان المسلمين، وكذلك رغم وجود خلافات عديدة بين القاهرة والخرطوم، أبرزها أزمة مثلث حلايب وشلاتين الحدودية والتي يبدو البشير جاهزا لتجاهلها هذه المرة.
من هنا تأتي زيارة الرئيس السوداني للقاهرة على مدى يومين ولقائه الرئيس السيسي الحليف الأبرز للسعودية، تأتي كحلقة جديدة تؤكد قرار التموضع المستجد الى جانب المحور السعودي المصري، في وقت تؤكد فيه وثيقة نشرها الأميريكي ايريك ريفز أن سياسة البشير الجديدة مع الخليجيين ليست سوى سياسة تمويهية متفق عليها مع ايران بصورة مسبقة.