اليمن / نبأ – بسطت حركة أنصار الله سيطرتها الكاملة على محافظة حجة المحاذية للمملكة السعودية بعدما تسلمتها من دون أي مقاومة، في غضون ذلك تجددت المواجهات بين الحوثيين وعناصر القاعدة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وعند الأطراف الغربية لمدينة إب. وبالتوازي مع استمرار الهجوم الإعلامي السعودي على الحركة، دعا مجلس الوزراء السعودي اليمنيين إلى عدم المساس بما أسماها الشرعية.
محافظة حجة اليمنية تحت أيدي حركة أنصار الله، المحافظة المحاذية للمملكة السعودية استسلمت للحوثيين من دون أي مقاومة، هنا معبر حرض أحد أهم المنافذ الجمركية في اليمن، هنا الذهب والنحاس والنيكل وغير ذلك من الثروات، كلها أصبحت طوع أنصار الله.
سيطرة نظيفة وسريعة لم تجد طريقها إلى محافظتي إب والبيضاء حيث تشتغل ماكينة الإرهاب التقليدية، في مدينة رداع تجددت المواجهات بين تنظيم القاعدة والمقاتلين الحوثيين، معلومات صحافية ذكرت أن مسلحي التنظيم هاجموا نقطة دار النجد شمال المدينة ما أدى إلى اندلاع اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتسببت بتعطل مظاهر الحياة. وكان أحد انتحاريي القاعدة فجر نفسه في تجمع للحوثيين برداع متسببا بمقتل ما لا يقل عن سبعة عشر شخصا وجرح آخرين بينهم نساء وأطفال.
مشهد العنف انسحب كذلك على الأطراف الغربية لمدينة إب حيث تجددت المواجهات بين مقاتلي أنصار الله والعناصر الإرهابية، مصادر إعلامية أفادت بأن مسلحي القاعدة هاجموا نقطة تابعة للحوثيين في ريف المحافظة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واندلاع اشتباكات بين الجانبين.
سياسيا، نفى مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية ما تداولته بعض وسائل الإعلام السعودية حول مطالبة أنصار الله بثلاث وزارات سيادية، مضيفا أن هذه الوزرات ستبقى من نصيب الرئيس عبد ربه هادي.
وكشف المصدر أن التقسيم المقترح لحصص الأحزاب في التشكيلة الحكومية يتضمن ست حقائب للحوثيين ومثلها للحراك الجنوبي، متابعا أنه لم يتم بعد التوافق على هذا التقسيم الذي ما يزال مجرد اقتراح.
وعلى المقلب الخارجي، يتواصل التحريض الإعلامي السعودي على الحوثيين مجليا حجم النقمة الملكية من تقدم أنصار الله الميداني والسياسي، نقمة جدد مجلس الوزراء السعودي ترجمته لها وإن بلغة أكثر دبلوماسية وبروتوكولية، المجلس دعا اليمنيين إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة على حد تعبيره، كما دعاهم إلى عدم المساس بما أسماها الشرعية وعدم خدمة مصالح الدول التي لا تريد الخير لليمن وفق توصيف السلطات السعودية.
هو تقاطع المصالح القاعدي الملكي إذا، الرياض وأدواتها لا يستسيغون بل لا يطيقون تمدد خصمهم التقليدي في أرض لطالما اعتبروها عرينهم غير القابل للمساومة، وعليه يبدو أن المتضررين المحليين والإقليميين سيوغلون في المعركة قبل أن يقتنعوا بالوقائع الجديدة، من يتابع المجسات السعودية يمكنه استشراف الأحداث ورسم صورة أولية لما قد يشهده اليمن مستقبلا.