اليمن / نبأ – تعليقاً على السياسة السّعوديّة في اليمن، قال الباحث السياسي حمزة الحسن، بأن السعودية حفلت – حين سقطت صنعاء في أيدي الحوثيين – بمجموعةٍ من الكتابات “الرغائبيّة” التي تتمنّى “بصورةٍ مبطّنة، وبعضها معلن، بأنّ يتصاعد عمل (تنظيم) القاعدة في جزيرة العرب، لمواجهة الحوثيين ومقاتلتهم”.
يؤكد الباحث السياسي حمزة الحسن بأن هناك رغبة سعودية، ومتحمّسة، لاندلاع مواجهة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، وتم الكشف عنها من خلال التغطيات الإعلاميّة الرّسميّة، والتي عمدت إلى “افتعال الأخبار بشأن انتصارات قاعدية في اليمن على الحوثيين”، بحسب الحسن الذي أشار إلى أنّ بعض مشايخ السّلفيّة في السعوديّة وغيرهم اشتغلوا على الحثّ على (جهاد الحوثيين)، وهو ما يعني، كما يقول حمزة الحسن، أن هناك نيّة لتحويل اليمن إلى عراق وسوريا، وبنسخة أكثر رداءة.
الحسن أكّد بأن الرياض تستطيع “أن تدعم (تنظيم) القاعدة بدون ارتداد مباشرعليها بل على جيرانها”، إلا أنّه أوضح بأن “اختلال أمن اليمن” سيؤدي إلى تدمير “الرياض أيا كان المنتصر” في صنعاء.
ويتوقف الحسن عند سؤال إستراتيجي بشأن الأسباب التي أدّت إلى خسران الرياض لنفوذها المستمر في اليمن، وذلك بعد نصف قرن من الهيمنة. ويقول بأنه لا توجد حتّى اللحظة مراجعة داخليّة للدور السعودي في اليمن. وبدلاً من ذلك، تتّجه الرياض لتحريك الشماعة الإيرانية، وتشتغيل الشتم الطائفي ضد الحوثيين، ومحاولة توزيع إجابات معلّبة للجمهور، تتخلّص بوجود مؤامرة.
وفي مجال أعمق من ذلك، يقول الحسن بأنّ صعدة، وطول التاريخ، كانت مجاورة للحدود مع السعودية، متسائلاً عن سبب الشعور السعودي بالاستفزاز من سيطرة الحوثيين على محافظة حجة، وكأنهم جاؤوا من كوكبٍ آخر، ويريدون غزو الرياض؟
وأشار الحسن إلى أن الرياض أرسلت قوّاتها إلى الحدود اليمنية منذ أكثر من 3 أسابيع، وهي لا تزال تواصل إرسال القوات. غير أن السعودية لا تملك القدرة على أن تشنّ حرباً على الحوثيين، من الداخل، ولهذا السبب – يقول الحسن – تسعى الرياض للحرب بالنيابة عبر دعم تنظيم القاعدة.
الحسن أوضح بأن السعودية ليست وحدها التي تتمنّى اندلاع المواجهة بين القاعدة والحوثيين، مشيراً إلى رغبة في ذلك لدى حزب الإصلاح اليمني ودول خليجية أخرى، إلا أنّ الثمن تدفعه الرياض وحدها، وتحت فكرة “فخّار يكسّر بعضه”، إلا أن هذه الانتهازية، يضيف الحسن، سوف تعجّل “باشتعال مناطق الحدود السعودية من كلا الطرفين”.
على الصعيد السياسي، قال حمزة الحسن بأنّ هناك توتراً سعودياً على مستوى سياستهم الداخلية والخارجية، وهو ما يدفعهم لتبنّي سياسات انتحاريّة، حيث تنحدر السياسة الخارجية السعودية إلى منزلقات متواصلة من المعارك الخاسرة. أما داخليا، فإن السياسة القمعية ومواجهة المعارضين من كلّ التوجهات؛ لم يُبقِ للنظام أي صديق أو ولاء.
ويختم الحسن بالقول بأنّ سياسة الرياض ليست بطيئة وعاجزة فحسب، بل إن “أهم عنصر فيها اليوم (هو) أنها سياسة عدوانية، ظالمة، وانتحارية، لا تضرّ بالعدو فقط بل تضرّ نفسها أيضاً”.