السعودية / سي أن أن – حملت ياسمين عليباي براون، الصحفية والكاتبة المتخصصة في المقالات المتعلقة بقضايا العرق والدين والسياسية، ورضا أصلان العالم الديني ومؤلف كتاب “المتشدد: حياة وزمن يسوع الناصري” السعودية مسؤولية انتشار ما وصفاها بـ”الأفكار المتشددة” حول العالم، وحذرا من اختراق “الوهابية” للطبقات الوسطى في الغرب.
ففي حوار مع CNN حول الإسلام والتطرف ورؤية الغرب للمسلمين قالت براون: “في أوروبا لم تصل الأمور إلى مرحلة الخوف من الإسلاميين كما هو الحال في أمريكا، أعتقد أن هناك بعض القلق، وهو قلق طبيعي، ولكنه لم يصل إلى حد مهاجمة دين معين أو انتقاد أتباعه.”
وأعادت براون السبب إلى وجود الاختلافات الثقافية بين القارتين، مضيفة أن حرية التعبير التي ينص عليها الدستور في أمريكا “تشوهت لتصبح حرية إهانة الأخرين وتجريحهم” ما يبرر الحالات العدائية الحاصلة حاليا.
أما أصلان فقد رجح أن تكون الأمور أبعد من ذلك وأكثر تعقيدا، مرجحا أن يكون لعدد المسلمين في أمريكا دور كبير في طبيعة الموقف منهم قائلا: “نسبة المسلمين بأمريكا لا تزيد عن واحد في المائة من السكان، كما أن 40 في المائة من الأمريكيين يقرون بأنه لم يسبق لهم لقاء مسلم في حياتهم، وبالتالي فهناك اختلاف كبير لهذه الناحية عن بريطانيا التي تسود فيها ثقافة أكثر تعددية وفيها عدد كبير من المسلمين الذين يعيشون فيها منذ عقود طويلة.”
وتابع أصلان بالقول: “هذا العامل مهم للغاية لأن العلاقات البشرية تلعب دورا كبيرا في وقف هذا النوع من التصريحات التعميمية والشمولية التي باتت تطلق على الإسلام في زمننا.”
وأردف قائلا: “هناك عامل آخر يتعلق بالإعلام الأمريكي نفسه الذي يركز على القضايا بطريقة معينة ومبسطة تختزل تعقيداتها الكبيرة والواسعة بوجهتي نظر فقط كي يفهمها الملايين من المشاهدين، وهذا الأمر يخلق حالة خطيرة بالنسبة لمئات ملايين المسلمين الذين نحتاجهم كي يكونوا معنا في مقدمة الصراع مع داعش بينما نحن في المقابل نعزلهم ونهمشهم.”
ولدى سؤالهما عن المشاكل الموجودة في العلاقات مع الدول الإسلامية التي تسير وفق “أيديولوجيا متشددة” حسب تعبر السؤال، قالت براون: “قبل أشهر ما كنت لأتحدث بهذه الطريقة ولكنني اليوم أقول إننا ربما فشلنا في فهم مدى الاختراق الذي تتعرض له مجتمعاتنا، ليس بسبب العنف الذي يمارسه تنظيم داعش فحسب، بل للفكر الوهابي الذي اخترق الطبقات الوسطى في بريطانيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.”
وأضافت: “علينا أولا أن ننظر في هذا الأمر فورا، ولا يمكنني أن أقول بأن غالبية المسلمين لا يتفقون مع هذه الأفكار، إذ أنني أخشى أن عددا كبيرا منهم بدأوا يعتقدون بها. الأمر الثاني هو أننا هنا في بريطانيا علينا أن نتحدث عن دور حكومتنا التي ساهمت في هذا الأمر من خلال عدم تعليقها على ما تفعله السعودية مثلا، ولذلك فالنقاش الذي نجريه اليوم باتت أكثر عمقا لأنه يدور حول ما إذا كان يمكن لبريطانيا وأمريكا وسائر دول أوروبا أن تساهم بعدم حصول هذا الاختراق لمجتمعاتنا.”
أما أصلان فقد رأى أن ما أشارت إليه ياسمين “مهم جدا” مضيفا أن التيارات السلفية والوهابية غزت العالم الإسلامي “بشكل متعمد” مضيفا: “لم تقم بريطانيا بالكثير من الجهد لوقف انتشار هذه الأيديولوجيا السعودية، وخاصة في الأماكن الفقيرة من العالم، وخاصة بالشرق الأوسط وأفغانستان وجنوب آسيا، ولكن علينا في الوقت نفسه القيام بالمزيد من أجل دعم الغالبية الساحقة من الأصوات الإسلامية التي تقف ضد تلك الأيديولوجيا.”
ونبه أصلان إلى ضرورة التفريق بين داعش والإسلام كدين قائم بذاته، وكذلك التفريق بين المتشددين وسائر المسلمين قائلا: “داعش يعتبر نفسه دولة إسلامية، ولكنه يقتل المسلمين ومن يقاتله هم من المسلمين، وبالتالي فإن الهوية الإسلامية للتنظيم لا ترتبط مطلقا بالإسلام كدين.”
ولدى سؤالها عن رأيها بما قاله الأمير الوليد في مقابلته مع CNNعن جهود السعودية بمواجهة المتشددين شككت براون بمدى نجاح ذلك قائلة: “هناك تمويل يذهب للمدارس والمساجد والمجتمعات وهم يفعلون ذلك لأن أحدا لم يوقفهم، وأنا أخشى أنه حتى الذين كنت اعتبر أن لديهم أفكارا إسلامية تقدمية بدأوا يتخلون عنها ويتحولون إلى وهابيين.”