اليمن / نبأ – تتواصل الإشتباكات بين مقاتلي حركة أنصار الله ومسلحي تنظيم القاعدة والمسلحين القبليين في عدد من المناطق الواقعة وسط اليمن. وفيما تعمل اللجان الشعبية على تأمين مختلف أنحاء العاصمة اليمنية صنعاء تجتهد التنظيمات الإرهابية والجهات الداعمة لها في تشكيل حلف معاد للحوثيين. وعلى المستوى السياسي تراوح مفاوضات تشكيل الحكومة مكانها على الرغم من انقضاء المهلة المحددة لإعلانها.
مشهد قاتم يلف الساحتين الأمنية والسياسية في اليمن، إشتباكات متنقلة ترخي بظلالها على غير منطقة من البلاد، هنا في الحديدة حيث بسط أنصار الله سيطرتهم منذ أيام قتل شخص وأصيب خمسة آخرون في مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين، مواجهات تنذر بأن الأطراف المتضررين من الديناميات الثورية الأخيرة سيبذلون قصارى جهودهم لتبديل موازين القوى.
ما تشهده محافظتا البيضاء وإب ومناطق الحراك التهامي دليل واضح على ذلك، مسلحو تنظيم القاعدة والمجاميع القبلية المرتبطة بهم يكثفون محاولاتهم إفشال تحركات الحوثيين واستعادة زمام المبادرة بعدما تعرضت أذرعهم السياسية لضربة قاصمة، هكذا تتالى هجمات التنظيم الإرهابي على مواقع أنصار الله ونقاطهم وحتى التجمعات المدنية المرتبطة بهم، في وقت يتزايد فيه الحديث عن نية المجموعات التكفيرية ورعاتها الإقليميين تشكيل حلف لما تسمى القبائل السنية في مواجهة تقدم الحوثيين.
مشروع يبدو أن أدواته المحلية لن تتقاعس عن اتخاذ كل الخطوات التي تصب في صالحه، الخطاب التحريضي خطوة أولية على هذا الطريق، إمعان الأبواق التابعة لإخوان اليمن وآل الأحمر وبعض الأطراف الخارجيين في تشويه صورة أنصار الله وإلصاق شتى أنواع الإتهامات بها بعض من تجليات تلك التعبئة الطائفية.
تعبئة تظهر المفاوضات السياسية المتضرر الأكبر منها، على الرغم من انقضاء المهلة المحددة لتشكيل الحكومة اليمنية لم يبصر مجلس الوزراء الجديد النور، أحزاب اللقاء المشترك تريد إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي كما يقول الحوثيون، في حين يحاول حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مقايضة مشاركته في الحكومة بامتناع الدولة اليمنية عن طلبها فرض عقوبات عليه. وما بين الفريقين يجدد أنصار الله رفضهم المشاركة في التشكيلة الحكومية تعففا، مشددين على ضرورة الإبتعاد عن عقليات المحاصصة والتقاسم والإلتجاء إلى الكفاءات الوطنية.
وعلى الضفة الجنوبية من البلاد، يواصل الحراك اعتصاماته المطالبة بفك الإرتباط عن الدولة اليمنية، إعتصامات يتأكد يوما يعد يوم أن ثمة مساع جادة في استغلالها وتقمص ردائها واتخاذها مطية للسيطرة على الثروات والمنافذ البحرية في جنوب اليمن.