تقرير | الخطة الروسية للتسوية تستبعد لأي تفاوض على موقع الرئاسة بسوريا

سوريا / نبأ – على المستوى السياسي، تتزايد الأصوات العراقية الرافضة للتدخل البري الأجنبي في العراق، في وقت تثبت فيه الوقائع أن أي مفاجأة مثيرة من نوع إقامة منطقة عازلة شمالي سوريا ستكون لها تداعيات خطيرة على المشهد برمته.

تداعيات تتحسب سوريا لاحتمالات وقوعها جيدا تماما كما تتحسب لنتائج الإنخراط في عملية سياسية في الوقت الراهن، بحسب أوساط سورية مطلعة فإن دمشق تعتقد أنه لم يئن الأوان بعد للعودة إلى طاولة المفاوضات وأن التطورات الميدانية تذهب باتجاه تأكيد وجهة نظرها بأولوية الحرب على الإرهاب.

وتضيف هذه الأوساط أن أية محادثات الآن ستشكل هدية مجانية للمعارضة وتنازلا غير مبرر من قبل الدولة السورية التي تصب معظم معطيات الميدان في صالح جيشها. رؤية من المفترض أن يبلغها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لنظيره الروسي سيرغي لافروف في زيارته إلى موسكو الأسبوع المقبل، هي نفسها الرؤية التي أبلغه إياها في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلى المقلب الإيراني يظهر التريث سيد الموقف، تريث يبدّيه التعامل الإيراني مع الذبذبات الدبلوماسية المتجهة نحو طهران، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو سيزور إيران في غضون أيام، موضوع الزيارة ليس البرنامج النووي الإيراني إنما التنسيق في مواجهة الإرهاب وفق ما ذكر مصدر في الخارجية الإيرانية. فهل تنطرح التسوية في سوريا والعراق على طاولة المباحثات؟ هذا ما سيستبين خلال الأيام المقبلة.

في كل الأحوال، يبدو أن ثمة حديثا جديا في الأروقة السياسية حول الإتفاق التاريخي المنتظر في المنطقة، إتفاق من شبه المؤكد أن الطريق إليه لن يكون معبدا بالورود، الإختلاف في تفسير بنود مؤتمر جنيف واحد والأمر الواقع المفروض من قبل المجموعات المسلحة في شمالي سوريا وجنوبها وغرب العراق أبرز العقبات المؤكدة.

في الخطة الروسية المقترحة للتسوية إستبعاد لأي تفاوض حول الموقع الرئاسي السوري وتشديد على احتفاظ الرئيس بشار الأسد بالوزارات السيادية ودعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لا يستبعد منها الأسد، فهل سيقبل خصوم موسكو بهذه المقترحات؟ وعلى الأرض تنظيمات إرهابية اقتطعت أجزاء من بلاد الشام والرافدين وأضحت الحاكم المطلق فيها، فكيف سيتم التعامل مع ذلك؟ هل تعتبر داعش والنصرة وغيرهما جزءا من الأطراف المحسوم التعاطي معهم أم تستمر الحرب على تلك المجموعات بالتوازي مع انطلاق الحل السياسي؟