السعودية/ نبأ- كشفت تل أبيب، في تطور مفاجيء، دور المملكة العربية السعودية في وقف عمليات تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية خلال حرب غزة الأخيرة.
ونقلت الإذاعة العبرية، اليوم الأحد، عن مصدر سياسي إسرائيلي بارز قوله إن «الجهود الدبلوماسية التي بذلتها السعودية لعبت دورا في تقليص عمليات تهريب السلاح للمقاومة في القطاع بشكل جذري»، وأكد المصدر أن السعودية مارست ضغوطاً كبيرة على الرئيس السوداني «عمر البشير» لكي يوقف التعاون مع الإيرانيين في تهريب السلاح للمقاومة في غزة، وإنهاء دور السودان كمحطة لنقل السلاح الإيراني.
وأشار المصدر إلى أن السعوديين استغلوا حاجة «البشير» للشرعية الإقليمية والدولية في أعقاب صدور قرار محكمة الجنايات الدولية باتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وطالبته بوقف التعاون مع الإيرانيين كشرط لتطبيع العلاقات معه، وهذا ما حدث بالفعل وفقًا للمصدر.
وبحسب موقع «عربي21» نقلا عن مصدره، فإن السلاح الإيراني الذي كان يتم تفريغه في ميناء «بور سودان» السوداني كان يتم تهريبه براً عبر مصر إلى سيناء ومنها إلى قطاع غزة.
وشدد المصدر على أن الدور السعودي تكامل مع الدور الذي تقوم به السلطات المصرية التي قامت بهدم مئات الأنفاق التي كانت تستغلها المقاومة في نقل السلاح من سيناء إلى القطاع.
ويُذكر أنه سبق لإسرائيل أن شنت عددا من عمليات القصف في قلب السودان، حيث استهدف القصف قوافل كانت تنقل سلاحا، زعمت إسرائيل أنه كان في طريقه للقطاع.
وفي عام 2012 أقدمت طائرات حربية إسرائيلية على قصف مخزن ضخم في محيط العاصمة السودانية الخرطوم، زُعم أنه كان يحتوي على كميات كبيرة من السلاح كانت في طريقها لغزة، وقد وصل الأمر إلى حد أن قامت طائرات بدون طيار إسرائيلي باغتيال عدد من المواطنين السودانيين، بزعم أنهم يشاركون في عمليات نقل السلاح.
يُذكر أن أول من كشف عن دور السعودية في مواجهة عمليات تهريب السلاح للمقاومة في قطاع غزة كان الصحافي الإسرائيلي «رون بن يشاي»، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة «يديعوت أحرنوت».
وفي تحقيق نشره موقع الصحيفة، الجمعة، نوه «بن يشاي» إلى الضغوط التي مارستها القيادة السعودية على «البشير» لوقف نقل السلاح الإيراني للمقاومة في غزة.
وكان السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة «تسفي مزال» ذكر في دراسة نشرها «مركز القدس لدراسة المجتمع والدولة»، الذي يديره كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، أن التقارب الذي تم بين «البشير» والرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» تم على أساس مساعدة الأخير في التصدي لخطر «الحركات الإسلامية».