كشف مصدر ديبلوماسي اميركي رفيع المستوى معني بملف الشرق الاوسط لصحيفة "الراي" الكويتية، ان "الملف السوري لا يشكل نقطة خلاف بين السعودية والولايات المتحدة بعد أن توضحت الخطوط الاستراتيجية لكل من البلدين تبعاً لمقتضيات الامن القومي لكلاهما"، مشيراً الى ان "محاربة الارهاب وتقديم المساعدة للمعارضة المعتدلة هي نقاط اتفق عليها بين واشنطن والرياض".
واكد الديبلوماسي ان "الادارة الاميركية لا تنوي ارسال جنود لها الى سوريا ولا تريد التدخل العسكري المباشر على الارض، خصوصاً ان صفوف المعارضة متشابكة بين المعارضة المعتدلة وبعض من يوالي القاعدة في صفوف هؤلاء، وبين الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة بداعش، ولهذا فانه من المؤكد ان اي مساعدات فتاكة كاسرة للتوازن ستصل الى يد جبهة النصرة التي تعمل مع المعارضة المعتدلة وهذا ما لا نستطيع فعله لانه يتعارض مع مبادئ الولايات المتحدة وامنها الوطني"، مضيفاً ان "القاعدة هي التي شنت الحرب على اميركا في عقر دارنا وقد اخذنا عهدا على انفسنا بمحاربتها وليس بدعمها حتى ولو لبست غطاء مختلفاً واختبأت تحت عباءة الجبهة الاسلامية، او حتى ولو كانت تحارب داعش على الخلافة في بلاد الشام".
واوضح المصدر ان "السعودية ليست فقط موافقة على هذه السياسة بل انها انضمت بعد ان احدثت تعديلاً داخلياً في المناصب الرفيعة الى محاربة الارهاب واعلنت بالتناغم معنا ومع سياسة المجموعة الدولية الحرب على مواطنيها اذا لم يعودوا من سوريا والعراق، ولهذا فان هناك تعاوناً ديبلوماسياً، سياسياً وامنياً على أعلى المستويات بين اميركا والسعودية بعيداً عن الاضواء وبتناغم تام وباتفاق على سياسة متينة مشتركة".
وقال المصدر ان "الولايات المتحدة الاميركية والسعودية وكذلك اصدقاء سوريا لا يريدون للرئيس السوري بشار الاسد البقاء في منصبه، ولذلك فان ما يقال عن ان اميركا تفضل الاسد على القاعدة وداعش غير دقيق، اذ ان الولايات المتحدة لا تستطيع دعم الاسد اليوم ولا غداً ولن تقبل بوجوده لما يمثله بالنسبة الى المنطقة وما انتج عن وجوده في السلطة من قتل لشعبه وخراب لسوريا، ولذلك فان واشنطن تدعم المعارضة المعتدلة المنفصلة عن جبهة النصرة، وتقدم المساعدات العسكرية المحدودة والتدريب والعمل الالكتروني الاستخباراتي اللازم".
أما بالنسبة الى العلاقة مع ايران، فأشار المصدر الى ان "هناك صفحة جديدة ستبدأ منتصف شهر حزيران بين الرياض وطهران حيث يلتقي الفريقان ويبدأ الحوار ومد الجسور وهذا لا يتعارض مع السياسة الاميركية او مع سياسة حلفائنا في المنطقة، فنحن نشجع إزالة الخلافات مع اخذ الحيطة والحذر لحين تطمئن الدول لعلاقاتها ببعضها البعض وقد خطا العالم خطوة ايجابية في اتجاه ايران وكذلك فعلت طهران الشيء عينه، وسيحدد الزمن طبيعة العلاقة وتطورها وهذا ما نباركه".