بريطانيا / نبأ – ذهبت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أنه من الخطر أن يطمئن الغرب لما وصفته بالديكتاتورياتِ في الخليج، وقالت الصحيفة بأن بعض الأنظمة في دول الخليج تُعد من أكثر الأنظمة الاستبدادية في العالم، إلا أن الحكومات الغربيّة تتجاهل ذلك باعتبار هذه الأنظمة محسوبة على قائمة الأصدقاء المفيدين للغرب، كما تقول الصحيفة، وتكتفي الحكومات في الغرب بانتقادات حذرة جداً لأنظمة الخليج، وغالباً ما يتم ذلك بشكل غير معلن أيضاً.
الصحيفة أشارت إلى الأرباح التي تجنيها الدول الغربية من دول الخليج مقابل الصّمت عن الاستبداد فيها، ومن ذلك الحصول على النفط، وشراء السلاح، إضافة إلى انضمام الخليج إلى التحالف العسكري ضد تنظيم داعش.
هذه المزايا؛ أعمت أعين المسؤوليين الغربيين عن تكلفة سياسة الدعم هذه، وقالت الصحيفة بأن خطر تجاهل الجانب السلبي لعلاقة الغرب مع الخليج؛ واضحاً، وعلى ونحو متزايد، ولاسيما بعد اندلاع الانتفاضات العربية، حيث وقفت معظم دول الخليج مع جانب الثورات المضادة خوفًا من المطالب الشعبية لديهم.
وأشارت الصحيفة إلى تحدّي المتظاهرين في البحرين للنظام الملكي، وكيف أرسل حكّام الخليج قواتهم إلى المنامة لدعم الملك البحريني، كما عمِلت الأنظمة الخليجية على تخريب الثورة اليمنية، عبر اتفاق المرحلة الانتقالية الذي أبقى الرئيس السابق علي عبد الله صالح في البلاد.
ولا تتردد الصحيفة في القول بأن بدول الخليج تعمل على تغذية الاضطرابات في المنطقة، بدلاً من تخفيف وطأتها.
تعطي الصحيفة بمثالاً بالعلاقات البريطانية مع النظام في البحرين، والتي تصفها بالعلاقات الدافئة. كما تشير الصحيفة إلى أنه في العام ألفين واثني عشر، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بفرحٍ، عن صفقة طائرات حربية مع عُمان بلغت قيمتها 2.5 مليار جنيه إسترليني، وقال إن “تلك الصفقة، ستوفر الآلاف من فرص العمل في المملكة المتحدة”. ولكن التسليم لن يبدأ حتى عام 2017، حيث لا يستطيع كاميرون ولا أي شخص آخر أن يكون على يقين من أن السلطان قابوس، الطاغية المريض، كما تقول الصحيفة، سوف يكون هناك لاستقبالها، أو من الذين سوف يستخدمون تلك الأسلحة في نهاية المطاف.