أخبار عاجلة

الفيصل في حافلة لم ير مثلها الطلاب في محاولة «تغيير النمط السائد» للمؤسسات التربوية

تقرير إخباري – السعودية / نبأ – في سياقِ الظّهور الجديد لوزير التربية والتعليم، خالد الفيصل، ومحاولة تغيير النّمط السّائد للمؤسسات التربويّة في المملكة، قام الفيصل بجولة تفقدية لمبنى الوزارة الجديد  في طريق الملك عبدالله، مستخدماً ما قيل بأنّها حافلة للنقل المدرسي.

وفي حين أراد الإعلام السّعوديّ إظهار الأمر وكأنه الفيصل أراد أن يعيشَ الجوّ الحقيقيّ للطّلبة، فإن حقيقة الأمر هو أن الفيصل استقلّ حافلة جديدة من أصل ألف ومئتي حافلة سيتم تدشينها العام المقبل، بحسب الصحف الرسمية، وذلك ليستفيد من الحافلات حوالي مليون طالب وطالبة في عدة مناطق من المملكة خاصة في جازان ونجران وعسير والباحة وتبوك. وأكثر هذه المناطق محرومة، وتُعاني من تدنّي البنية التّحتية على المستوى التعليمي والصّحي والسّكني.

المشروع الذي أشرفت عليه شركة تطوير خدمات النقل التعليمي؛ لاقى تفاعلا ناقداً على موقع تويتر، حيث اظهرت التغريدات إنزعاج المواطنين من استخدام الفيصل لحافلة جديدة لا تتوفر لدى أغلب الطلاب واعتبروا الأمر دعاية للمشروع ولصورة الوزير الذي يطمح الظّهور في إطار المُجدِّد لمناهج التعليم وللمؤسسات التربوية المُتهمة بترويج الفكر المتشدّد.

المغردون أكدوا أن المناطق الواقعة في الأطراف محرومة من حافلات النقل المدرسي، وأن الأهالي يعتمدون فيها على متعهدي النقل لإيصال الطلاب الی المدارس. وأشارت بعض التغريدات إلى أنّ بعض المناطق يتم وضع الطلاب في صناديق السيارات لإيصالهم إلى مدارسهم، واحيانا يركب الطلاب في عرباتٍ متهالكة لا تتوافر فيها أدنى مقومات السلامة العامة.

ووصف المغردون أن الحافلة التي نقلت الوزير ومرافقيه لا تشبه تلك التي تُقل الطلاب الى مدارسهم والتي تتعطل غالباً في الشوارع والأحياء.

وأعاد البعض حال النقل المدرسي المتهالك الى حالة الفوضى التي يتسبب بها غياب المعايير المهنية والفساد المستشري، ولاسيما في وزارة التربية التي تتكدّس فيها ملفاتُ الفساد على أكثر من مستوى.

وكانت وزارة التربية أعلنت عن مشاريع جديدة للوصول الى تعليم متطور خلال الخمسة أعوام القادمة، مع ميزانيةٍ تجاوزت الثمانين مليار ريال سعودي، وشكك متابعون في أن تنجح هذه الخطة بسبب الفساد والعقلية الجامدة لدى المسؤولين، فضلا عن تدخل المسؤولين الدينيين في المجال التعليمي والتربوية بحجة الحفاظ على الأخلاق والدين، وهي عبارةٌ يُقصد بها الحفاظ على النّظام الوهّابيّ الذي يُهيمن على المخرجاتِ التّربويّة في المملكة والتي يُحاول الفيصلُ أن يُجري إصلاحاتٍ عليها تحت ضغوط أمريكيّة متواصلة في هذا المجال.