السعودية/ نبأ- "قبل نحو 60 عاما، قال الكاتب الروائي البريطاني، روالد دال، في قصته القصيرة "التمساح والعقرب"، إن هناك عقربا كان يبحث عن وسيلة لتنقله عبر النهر، فوجد أمامه تمساحا يبحر في الماء، فطلب العقرب من التمساح أن يحمله إلى الجانب الآخر من النهر، فرفض التمساح في البداية، لأنه لا يثق في العقرب، ولأنه يخشى من أن يلدغه العقرب، فرد العقرب بأنه لو لدغ التمساح سيغرقان معًا، وهذا لن يصب في مصلحة أي من الاثنين، فاقتنع التمساح بهذا الكلام ووافق على حمل العقرب على ظهره، وعندما وصل الاثنان إلى منتصف الممر المائي، شعر التمساح باللدغة، وبينما كان يتخبط في الأمواج، قال: “سوف نموت الآن معا، لماذا فعلت ذلك"؟ فرد العقرب: "هذا هو الشرق الأوسط".
هكذا بدأت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية مقالها تحت عنوان "التمساح والعقرب"، للكاتب ريس سكونفيلد، قائلة إنه من خلال مراجعة هذه القصة ذهنيًا مع الأحداث على مدار السنوات الثلاثين الماضية في إسرائيل ولبنان ومصر والأردن والعراق وإيران وسوريا والآن في ليبيا وتونس وقطر والسعودية، يبدو أن المنطقة بأكملها تسمم نفسها، وأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ليس سوى أحدث سم.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر بدأ عام 1956 عندما دفع وزير الخارجية الأمريكي حينها، جون فوستر دالاس، فرنسا وإنجلترا للخروج من المنطقة، وهو ما مكّن الولايات المتحدة من السيطرة الكاملة وتولي المسؤولية في الشرق المتوسط، وازداد الأمر سخونة عندما غزت إسرائيل لبنان، ومن بعدها تدخُّل الرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريجان، ما أسفر عن مقتل 241 جنديا أمريكيا على أيدي جماعة حزب الله الحليفة لإيران.
ورأت الصحيفة أن المواطنين الأمريكيين هم من لعبوا دوري كل من العقرب والتمساح، ففي الأوقات الحرجة، رمز النهر إلى العراق، ومع هزيمة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، انتشر السم في المنطقة بأكملها.
وبالنسبة لمن لعب دور العقرب والآخر الذي لعب دور التمساح، أعطت الصحيفة لقب العقرب لوزير الدفاع الأمريكي السابق، ديك تشيني، ووزعت لقب التمساح بين الرئيسين الأمريكيين جورج بوش الابن وباراك أوباما، حيث حقن تشيني السم، وغرق فيه بوش وأوباما منذ ذلك الحين، والسبب هو نفس السبب الذي أعطاه العقرب للتمساح: إنه الشرق الأوسط.