السعودية / نبأ – نشرت الـ"فاينانشيال تايمز" تقريراً بعنوان "أسئلة وأجوبة ضرورية حول الخلافة السعودية"، أوردت فيه عدّة إشكاليات عن خلافة الحكم الذي تحول إلى صراع بين الأمراء، حيث أنّه بات واضحاً، أنّ الانتقال السلس والمنظم للسلطة في السعودية، أصبح مستبعداً بعد مرض عبدلله المزمن ما جعله موضوعاً مليئاً بالحساسية وقضيةً شائكة مع ما تشهده المنطقة من اضطرابات.
فاينانشيال تايمز تسأل وتجيب:
من سيتولى العرش؟
وفقًا للتقاليد السعودية، يمر التاج الملكي إلى الأسفل عبر أبناء مؤسس المملكة الحديثة، عبد العزيز بن سعود، أو ابن سعود، الذي توفي في عام 1953.
ولي العهد، سلمان بن عبد العزيز، عين في عام 2012، وهو أكثر نشاطًا من أخيه الغير شقيق المريض، ولكنه أيضًا في الـ79 من عمره، وهناك مخاوف بشأن حالته الصحية. وفي عام 2007، أسس الملك عبد الله مجلسًا من أفراد الأسرة لتتباحث بشؤون الخلافة.
وفي عام 2014، عين الملك شقيقه الأصغر وحليفه الوثيق، رئيس المخابرات السابق الأمير مقرن وليًا ثانيًا للعهد، لضمان انتقال سلس للسلطة بعد الأمير سلمان. والأمير مقرن، البالغ من العمر 69 عامًا، هو الابن الأصغر لبن سعود.
هل هناك أي مشاكل في هذه الخطة؟
ليس هناك مشاكل مباشرة. ولكن في حين يتوقع الدبلوماسيون تسليم سلس للسلطة، من الممكن أن ينشأ نوع من عدم اليقين من خلال الخصومات المتقيحة التي من المحتمل أن تتكثف بين القادة الجدد داخل الأسرة الحاكمة. وقد رقى جلالته أبناءه إلى مراكز متقدمة في السلطة خلال السنوات الأخيرة، من أجل دعم آفاقهم المستقبلية.
وولي العهد الأمير سلمان هو عضو في مجموعة السديري القوية، التي كان سلف الملك عبد الله، الملك فهد بن عبد العزيز، قائدها. وكأبناء لواحدة من أقوى زوجات ابن سعود، حصة السديري، لعب السديريون دورًا محوريًا في الحياة السياسية في المملكة، على الرغم من أن قوتهم قد تضاءلت مع وفاة اثنين من هؤلاء الإخوة الأشقاء السبعة، هما سلطان ونايف.
ويتوقع بعض المحللين بأن يرغب الأمير سلمان بأن يرشح وليًا للعهد خاصًا به بعد اعتلائه للعرش. ومن الممكن أن يظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي تمت إزالته كوزير للداخلية في عام 2012، من جديد كوريث لسلمان.
متى سيصل التاج إلى “الشباب”، أو الجيل الثالث من آل سعود؟
ويحاول المحللون أيضًا توقع متى سيسمح الحكام الشيوخ بتمرير السلطة إلى الجيل القادم، أي جيل أحفاد ابن سعود. كادر أصغر عمرًا من القادة قد يكون أكثر مهارة في التعامل مع الانقسامات المجتمعية التي تزداد اتساعًا بين الناشطين الشباب الداعين لمزيد من الديمقراطية والحرية الاجتماعية، والأصوليين السلفيين المتشددين، الذين يدعم عدد منهم بهدوء الجماعات الإسلامية المتطرفة والعنيفة.
ومن بين أفراد الجيل الثالث من العائلة المالكة السعودية، يعد وزير الداخلية، محمد بن نايف، جيدًا ومقبولًا دوليًا. وأما النجل الثاني للملك عبد الله، الأمير متعب بن عبد الله، فهو قائد الحرس الوطني في البلاد، وأصبح لاعبًا قويًا على نحو متزايد.
هذا، ويتسابق البعض الآخر من أحفاد بن سعود للحصول على منصب قوي قبل حدوث التحول الذي طال انتظاره في الجيل الحاكم.
لماذا تعد خلافة الملك السعودي أمرًا هامًا؟
المملكة العربية السعودية هي في قلب انهيار أسعار النفط العالمية، حيث رفضت التدخل لدعم الأسعار عن طريق خفض الإنتاج. وينظر إلى هذه الاستراتيجية السعودية كوسيلة لحماية حصة المملكة في السوق، بينما تكرر الرياض حجة أنه لا يمكنها تحمل أعباء حماية الأسعار عن طريق خفض الإنتاج لوحدها. وبفضل احتياطيات النقد الأجنبي، المقدرة بـ 750 مليار دولار، يعد وضع البلاد أفضل بكثير من منافسيها فيما يتعلق باستيعاب عبء انخفاض أسعار النفط.
ومنذ الانتفاضات العربية التي انفجرت في عام 2011، التزمت الحكومة بزيادة الإنفاق للحفاظ على ولاء مواطنيها؛ إلا أن انخفاض الإيرادات أدى إلى عجز بقيمة 40 مليار دولار تقريبًا في ميزانية المملكة لعام 2015. وفي الوقت نفسه، قد تكون الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، والتي تهدف إلى تعزيز الإنتاجية ومستوى العمالة بين السكان السعوديين، فضلًا عن خفض الدعم المكلف، أيضًا مطبات محتملة بالنسبة للملك جديد.
وأما إقليميًا، فإن الوضع في الدول المجاورة من شأنه أن يعزز المخاوف الأمنية المحلية. وقد أحيا صعود الدولة الإسلامية في العراق والشام، المخاوف بشأن قوة العناصر الجهادية السنية داخل المملكة. كما أثارت الهجمات على الغربيين، والاعتداء الدموي على المصلين الشيعة، المزيد من هذه المخاوف بين السعوديين.